خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: حُقُوقُ الْأَوْلَادِ عَلَى آبَائِهِمْ

18.05.2023
Takke Tesbih Turuncu

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

أَحَدُ حُقوقِ الأَطْفالِ عَلَى وَالِدِيهم هوَ حُصولُهُمْ عَلَى تَعْليمٍ جَيِّدٍ. يَجِبُ عَلَى الْآبَاءِ والأُمَّهاتِ بَدْءُ تَعْليمِ أَطْفالِهِمْ داخِلَ الأُسْرَةِ. لِأَنَّ التَّرْبيَةَ الأُسَريَّةَ لَهَا مَكانَةٌ وَأَهَمّيَّةٌ كَبيرَةٌ فِي تَعْليمِ الأَطْفالِ. يَجِبُ عَلَى الْآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ اتِّخاذُ تَدابِيرَ لِتَزْوِيدِ أَطْفالِهِمْ بِالْإِيمَانِ والْعِبادَةِ وَالأَخْلَاقِ وَآدابِ السُّلوكِ والْمَعْرِفَةِ المِهْنيَّةِ . أَوَّلًا وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونُوا قُدْوَةً حَسَنَةً لِأَطْفَالِهِمْ . يَجِبُ أَنْ يُعامِلوا أَطْفالَهُمْ بِشَكْلٍ لائِقٍ، وَأَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَهُمْ .لَقَدْ أمَرَ النَّبيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ): «اتَّقُوا اللَّهَ، وَاعْدِلُوا بين أَوْلَادِكُمْ»‏. وعِنْدَمَا يَبْلُغُ الأَطْفالُ سِنَّ الزَّواجِ ، فَإِنَّ الزَّواجَ أَيْضًا أَحَدُ حُقوقِ الِابْنِ عَلَى الوَالِدَيْنِ . لِذَلِكَ ، فَالْأَمْرُ لَا يَنْتَهِي عِنْدَ إِنْجَابِ الْأَوْلَادِ ، بَلْ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَيْضًا احْتِرامُ حُقوقِهِمْ . لَا يُمْكِنُ تَرْبيَةُ جِيلٍ جَيِّدٍ إِلَّا بِهَذِهِ الطَّريقَةِ.

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

مِثْلَمَا يَتَمَتَّعُ الْآبَاءُ والْأُمَّهاتُ بِحُقُوقٍ كَبيرَةٍ عَلَى أَطْفالِهِمْ، يَتَمَتَّعُ الأَبْناءُ أَيْضًا بِحُقُوقٍ عَلَى وَالِدِيهم . بِطَبِيعَةِ الْحَالِ ، فَإِنَّ حُقوقَ الوَالِدَيْنِ أَكْبَرُ وَمِن الصَّعْبِ أَنْ يُقَابَلَ بِأَيِّ شَيْء .يَأْتي الإِنْسانُ إِلَى هَذَا العالَمِ عِنْدَ الوِلادَةِ ؛ يَتْرُكُ وَرَاءَهَ مَراحِلَ الطُّفولَةِ والشَّبابِ والْبُلوغِ وَالشَّيْخُوخَةِ ثُمَّ يُغَادِرُ هَذَا الْعَالَمَ عِنْدَمَا يَحينُ وَقْتُه. وَمَعَ ذَلِكَ ، فَهُوَ يواصِلُ تَأْثِيرَهُ مِنْ خِلالِ الأَبْناءِ والْأَحْفادِ اَلَّذِينَ يَتْرُكُهُمْ خَلْفَه.

الأَجْيالُ هِيَ ضَمانُ مُسْتَقْبَلِ النّاسِ . لِذَلِكَ ، يَجِبُ عَلَيْنَا الوَفاءُ بِواجِباتِنا وَمَسْؤولِيَّاتِنا مِنْ خِلالِ إِعْطاءِ أَقْصَى قَدْرٍ مِنْ الأَهَمّيَّةِ لَهُمْ. أَعْظَمُ النِّعَمِ اَلَّتِي يَمْنَحُها اللَّهُ لِلنَّاسِ هُمْ الأَطْفالُ . وَهِيَ مِنْ أَوَّلِ مَا يَسْأَلُهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَة . فَمِنَ الضَّرُورِيِّ حِمايَتُهُمْ وَمَعْرِفَةُ قِيْمَتِهِم. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَٓا اَيُّهَا الَّذٖينَ اٰمَنُوا قُٓوا اَنْفُسَكُمْ وَاَهْلٖيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلٰٓئِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللّٰهَ مَٓا اَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾

فَالْوِقَايَةُ مِنَ النّارِ تَكُونُ بِتَعْليمِ الأُسْرَةِ. خاصَّةً إِذَا نَشَأَ الأَطْفالُ عَلَى التَّرْبيَةِ الإِسْلاميَّةِ ، فَسَيَكُونُونَ قَدْ حَقَّقُوا السَّعادَةَ فِي هَذَا العالَمِ وَفِي الآخِرَةِ، وَسَيَكُونُونَ مَحْمِيِّينَ مِنْ عِقابِ الجَحيمِ . ”  النَّبِيُّ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ ) يُشِيرُ إِلَى هَذِهِ المَسْؤوليَّةِ ويقول : «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ»‏.[1]. فَتَمَامًا كَمَا يَحْمي الرَّاعِيَ قَطيعَهُ ، يَجِبُ عَلَيْكَ حِمايَةُ بَيْتِكَ وَمَنْ هُمْ تَحْتَ قيادَتِكَ مِنَ الجَحيمِ ! يَجِبُ أَنْ تُعَلِّمَهُمُ ‘’الإِسْلام. وَإِذَا كُنْتَ لَا تُعَلِّمُهُمْ ، فَلَسَوْفَ تُسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَة.

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

لَقَدْ حَدَّدَ الْإِسْلَامُ اَلمَبادِئَ التّاليَةَ حَوْلَ المَسْؤُولِيَّاتِ الَّتِي يَضَعُها الْأَبْنَاءُ عَلَى الْآبَاءِ والْأُمَّهات: أَوَّلًا وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، يَجِبُ تَسْمِيَتُهُمْ بِاسْمٍ جَميلٍ. يَقُولُ نَبيُّنا ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ )  : «حَقُّ الوَلَدِ علَى الوالِدِ أن يُحَسِّنَ اسمَهُ ، ويُحَسِّنَ أدَبَهُ»‏. وقال ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ ): «إنَّكم تُدعَونَ يومَ القيامةِ بأسمائِكُم وأسماءِ آبائِكِم فأحسِنوا أسماءَكم»‏.

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

أَحَدُ حُقوقِ الأَطْفالِ عَلَى وَالِدِيهم هوَ حُصولُهُمْ عَلَى تَعْليمٍ جَيِّدٍ. يَجِبُ عَلَى الْآبَاءِ والأُمَّهاتِ بَدْءُ تَعْليمِ أَطْفالِهِمْ داخِلَ الأُسْرَةِ. لِأَنَّ التَّرْبيَةَ الأُسَريَّةَ لَهَا مَكانَةٌ وَأَهَمّيَّةٌ كَبيرَةٌ فِي تَعْليمِ الأَطْفالِ. يَجِبُ عَلَى الْآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ اتِّخاذُ تَدابِيرَ لِتَزْوِيدِ أَطْفالِهِمْ بِالْإِيمَانِ والْعِبادَةِ وَالأَخْلَاقِ وَآدابِ السُّلوكِ والْمَعْرِفَةِ المِهْنيَّةِ . أَوَّلًا وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونُوا قُدْوَةً حَسَنَةً لِأَطْفَالِهِمْ . يَجِبُ أَنْ يُعامِلوا أَطْفالَهُمْ بِشَكْلٍ لائِقٍ، وَأَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَهُمْ .قال ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ ): «اتَّقُوا اللَّهَ، وَاعْدِلُوا بين أَوْلَادِكُمْ»‏.

[1] صحيح مسلم، كتاب النكاح، 123، 124. وانظر: سنن أبي داود، كتاب الأدب، 32

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: حُقُوقُ الْأَوْلَادِ عَلَى آبَائِهِمْ

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com