
الْوَقْتُ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ. الْوَقْتُ هُوَ فُرْصَةٌ وَإِمْكَانِيَّةٌ عَظِيمَةٌ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ. كُلُّ وَقْتٍ وَلَحْظَةٍ يَقْضِيهَا الْإِنْسَانُ وَهُوَ يَعِي بِعُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ مُهِمَّةٌ وَقَيِّمَةٌ، إلَّا أَنَّ هُنَاكَ أَوْقَاتًا جُعِلَتْ وَسِيلَةً لِقَبُولِ الدُّعَاءِ وَتَكْفِيرِ الذُّنُوبِ رَحْمَةً مِنْ اللَّهِ. وَهَذِهِ الْأَوْقَاتُ دَلِيلٌ عَلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ الْوَاسِعِ عَلَى عِبَادِهِ. وَمِنْ هَذِهِ الْأَوْقَاتِ الْقَيِّمَةِ اللَيْلَةُ الْخَامِسةُ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ، وهي اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ عَشَرَ الْوَاقِعَةُ بَيْنَ الْخَمِيسِ وَالْجُمُعَةِ وَتُسَمَّى بِلَيْلَةِ الْبَرَاءَةِ. هَذِهِ اللَّيَالِي الْمُبَارَكَةُ وَمَا يُشْبِهُهَا مِنْ سَائِرِ الْأَوْقَاتِ الْقَيِّمَةِ فُرَصٌ عَظِيمَةٌ لِتَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا وَعِبَادَاتِنَا، وَلِتَطْهِيرِ أَنْفُسِنَا، وَمُرَاجَعَةِ أَفَكَارِنَا، وَلِكَيْ نُحَاسِبَ أَنْفُسَنَا عَلَى مَاضِينَا، وَلِنُخَطِّطَ لِمُسْتَقْبَلِنَا. بِمُنَاسَبَةِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ يَنْبَغِي عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَغْفِرَ اللَّهَ مِنْ ذُنُوبِنَا، وَنَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا وَلِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ وَالنَّاسِ جَمِيعًا. إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَهُوَ الرَّحْمَنُ وَالرَّحِيمُ يُنَزِّلُ رَحْمَتَهُ عَلَى عِبَادِهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَيَفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَابَ الرِّزْقِ وَالْخَيْرِ. إنَّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ تُكَسِّبُنَا وَعْيًا لِتَأْسِيسِ وَاسْتِمْرَارِ حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ وَمُتَوَازِنَةٍ.