خطبة

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

05.09.2024
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام، كَمَا قَرَأْنَا فِي بِدَايَةِ خُطْبَتِنَا مِنْ آيَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي خُلِقَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، هُوَ قُدْوَةٌ حَسَنَةٌ لِجَمِيعِ الأَجْيَالِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، وَلَهُ عِنْدَنَا دَوْرٌ وَمَكَانَةٌ عَظِيمَةٌ لَا تَتَغَيَّرُ بِمُرُورِ الزَّمَنِ. خُلُقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمِيلُ، وَحَيَاتُهُ وَسُلُوكُهُ مِثَالٌ لَا يَنْحَصِرُ بِزَمَنٍ وَلَا مَكَان. وَلَقَدْ نَبَّهَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ وَقَال: ﴿ يَٓا اَيُّهَا النَّبِيُّ اِنَّٓا اَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذٖيراًۙ ﴿٤٥﴾ وَدَاعِياً اِلَى اللّٰهِ بِاِذْنِهٖ وَسِرَاجاً مُنٖيراً ﴿٤٦

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: فضل الدعاء

29.08.2024
الدُّعَاءُ بِمَعْنَاهُ الْعَامِّ الطَّلَبُ مَعَ الْخُضُوعِ، وَيُسَمَّى أَيْضًا سُؤَالًا. المُرَادُ بِالدُّعَاءِ هُوَ أَنْ يَدْعُوَ الْإِنْسَانُ رَبَّهُ بِمَا يُرِيدُ. وَإِنَّ لِلدُّعَاءِ أَثَرًا عَظِيمًا عَلَى طُمَأْنِينَةِ الْقَلْبِ، وَانْشِرَاحِ الصَّدْرِ، وَالشُّعُورِ بِالسَّعَادَة؛ لِأَنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ. وَيَكُونُ الدُّعَاءُ هُوَ تَرَابُطٌ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ. وَهَذَا الرَّابِطُ عِبَادَةٌ يُرِيدُهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ عِبَادِهِ. قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونٖٓي اَسْتَجِبْ لَكُمْؕ اِنَّ الَّذٖينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتٖي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرٖينَࣖ﴾

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: أَثَرُ وَسَائِل التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ عَلَى الْإِنْسَانِ

22.08.2024
وَسَائِلُ الْإِعْلَامِ الَّتِي تَعْنِي مَجَالَ وَوَسَائِلَ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ لَقَدْ زَادَ تَأْثِيرُهُ عَلَى النَّاسِ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ، خَاصَّةً مَعَ بِدَايَةِ الْعَصْرِ التِّكْنُولُوجِيّ. وَسَائِلُ الْإِعْلَامِ كَانَتْ مُؤَثِّرَةً مِنْ خِلَالِ وَسَائِلَ مَحْدُودَةٍ قَدِيمًا مِثْلُ الْجَرِيدَةِ وَالإِذَاعَةِ وَالتِّلْفِيزْيُون. لَكِنَّهُ خَاصَّةً بَعْدَ اخْتِرَاعِ الْهَوَاتِفِ الذَّكِيَّةِ بَدَأَتْ وَسَائِلُ الْإِعْلَامِ تُسَيْطِرُ وَتَدْخُلُ فِي حَيَاةِ كُلِّ فَرْدٍ بِشَكْلٍ غَيْرُ مُمْكِنِ الِابْتِعَادُ عَنْهُ. وَبِنَاءً عَلَى الْأَبْحَاثِ الْعِلْمِيَّةِ أَنَّ عَدَدَ الْأَشْخَاصِ الْمُدْمِنِينَ عَلَى اسْتِخْدَامِ الْإنْتَرْنِت وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ يَزْدَادُ مَعَ مُرُورِ الْوَقْتِ.

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: خصوصية الإنسان

16.08.2024
إنَّ مِنْ أَحَدِ الْأُمُورِ الَّتِي تُوقِعُ الْإِنْسَانَ فِي هَذَا الْعَصْرِ فِي مَوَاقِفَ صَعْبَةٍ هُو انْتِشَارُ ثَقَافَةِ الْفَضْحِ وَانْتِهَاكُ الْخُصُوصِيَّة. الْإِفْشَاءُ هُوَ إظْهَارُ وَنَشْرُ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ سِرِّيًّا. حَتَّى الْخُصُوصِيَّات الَّتِي يَنْبَغِي إخْفَاؤُهَا وَالْحِفَاظُ عَلَيْهَا أَصْبَحَ إفْشَاؤُهَا كَعَادَةٍ بَيْنَ النَّاسِ. عَلَى أَنَّ الْخُصُوصِيَّةَ هِيَ مِنْ الْأَشْيَاءِ الَّتِي أَكَّدَ عَلَيْهَا دِينُنَا الْإِسْلَامُ بِأَنَّهَا مِنْ الْقِيَمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ. وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ نَعْرِفَهُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَنْبَغِي أَنْ يُحَافِظَ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ وَيُخْفِيهِ، يَدْخُلُ فِي الْخُصُوصِيَّةِ.

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: مسؤولياتنا تجاه أولادنا

08.08.2024
فِي دِينِنَا كَمَا أَنَّ عَلَى الْأَطْفَالِ مَسْؤُولِيَّاتٍ وَوَاجِبَاتٍ تُجَاهَ وَالِدَيْهِمْ، عَلَى الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ أَيْضًا مَسْؤُولِيَّاتٍ وَوَاجِبَاتٍ تُجَاهَ أَوْلَادِهِمْ. وَنَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَضِّحُ لَنَا هَذِهِ المَسْؤُولِيَّةَ بِقَوْلِه: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" وَيَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ الكَرِيمِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ إِنَّ أَزْوَاجَنَا وَأَطْفَالَنَا أَمَانَةٌ عِنْدَنَا مِنَ اللَّهِ. كَمَا أَنَّ رِعَايَةَ وَحِفْظَ الْأَمَانَةِ مِنْ أَحَدِ أَوْصَافِ الْمُؤْمِنِ، فَالخِيَانَةُ فِيهَا مِنْ عَلَامَاتِ الْمُنَافِقِ. إنَّ أَوَّلَ وَاجِبٍ عَلَيْنَا تُجَاهَ أَوْلَادِنَا، هُوَ أَنْ نُعَرِّفَهُمْ مَنْ رَبُّهُمْ، وَأَنْ نَجْعَلَهُمْ يُحِبُّونَ رَبَّهُمْ، وَأَنْ نُوَجِّهَهُمْ لِكَيْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، صَالِحِينِ، مُوَحِّدِينَ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. كَمَا نَصَحَ لُقْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ابْنَهُ أَوَّلًا بِأَنْ لَا يُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا حَيْثُ قَالَ:﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾

خطبة

التجسس

01.08.2024
أيُّها الإخْوَةُ الأفاضِل، يَجِبُ عَلَيْنَا الِابْتِعَادُ عَنِ التَّجَسُّسِ، وَيَجِبُ عَلَيْنَا احْتِرَامُ خُصُوصِيَّاتِ النَّاسِ مَهْمَا كَانَ دَيْنُهُمْ أَوْ لُغَتُهُمْ أَوْ لَوْنُهُمْ. لِأَنَّ كُلَّ إنْسَانٍ لَهُ خُصُوصِيَّةٌ، وَهَذَا أَمْرٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْتَهَكَ بِلَا شَكٍّ. عَنْ أَبِى بَرْزَةَ الأَسْلَمِىِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِى بَيْتِهِ»

خطبة

حقوق الوالدين

25.07.2024
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام، الْإِنْسَانُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَشْرَفِ الْمَخْلُوقَاتِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا عَاجِزًا غَيْرَ قَادِرٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. خَلَقَ اللَّهُ قُلُوبَ الْأُمَّهَاتِ وَالْأٓبَاءِ مَلِيئَةً بِمَشَاعِرِ الْحَنَانِ وَالرَّحْمَةِ، وَيُرَبُّونَ أَوْلَادَهُمْ الْمُحْتَاجِين إلَيْهِمْ بِكُلِّ مَا يَسْتَطِيعُونَ مِنْ قُدْرَةِ. إِنَّهُمْ يَسْهَرُون اللَّيَالِي لِكَيْ يَعْتَنُوا وَيُرَبُّوا أَطْفَالَهُمْ، وَيَتَحَمَّلُون صُعُوبَاتٍ كَبِيرَةً لِأَجْلِ كَسْبِ الرِّزْقِ الْحَلَالِ. وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ مَنْشَأَ رَحْمَةِ وَحَنَانِ الْأَبَوَيْنِ تُجَاهَ أَطْفَالِهِمْ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَتَّجَلَيَانِ عَلَى الْأُمِّ وَالْأَبِ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا لَا يُحْصَى عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com