خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة

06.11.2025
Takka Tasbih Holz

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ الْإِنْسَانَ لِعِبَادَتِهِ، وَمِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْعِبَادَاتِ قِيَامُ اللَّيْلِ الَّذِي لَهُ فَضْلٌ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى. فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَضْلَ قِيَامِ اللَّيْلِ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ وَأَثْنَى عَلَى مَنْ يَقُومُ بِهِ. فَقَالَ سَبَّاحَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَمِنَ الَّيْلِ فَـتَهَجَّدْ بِهٖ نَافِلَةً لَكَࣗ عَسٰٓى اَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً﴾

 

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

التَّهَجُّدُ هِيَ صَلَاةٌ تُؤَدَّى فِي اللَّيْلِ بَعْدَ النَّوْمِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَكَانَتْ فَرْضًا عَلَى نَبِيِّنَا وَسُنَّةً مُؤَكَّدَةً لِأُمَّتِهِ. وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِأَنَّهُمْ يَتْرُكُونَ فِرَاشَهُمْ مِنْ أَجْلِ عِبَادَتِهِ فَقَالَ: ﴿تَتَجَافٰى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًاۘ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿كَانُوا قَلٖيلاً مِنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾ وَبِالْاَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾﴾

 

أيُّها الإخْوَةُ الأفاضِل،

كَانَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُولِي صَلَاةَ التَّهَجُّدِ اهْتِمَامًا كَبِيرًا. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هذا يا رَسولَ اللَّهِ، وقدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؟ قالَ: أفلا أُحِبُّ أنْ أكُونَ عَبْدًا شَكُورًا» وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، وقربةٌ إلى اللهِ تعالى، ومنهاةٌ عنِ الإثمِ، وتكفيرٌ للسيئاتِ، ومطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ»

 

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ» وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي قَرْآنَاهُ فِي بِدَايَةِ الْخُطْبَةِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» قِيَامُ اللَّهِ عِبَادَةٌ خَالِصَةٌ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ ﴿اِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِيَ اَشَدُّ وَطْـًٔا وَاَقْوَمُ ق۪يلًاۜ وَيُذَكِّرُنَا اللَّهُ فِي آيَةٍ أُخْرَى عَنْ فَضْلِ قِيَامِ اللَّيْلِ بِقَوْلِهِ: ﴿اَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ اٰنَٓاءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَقَٓائِمًا يَحْذَرُ الْاٰخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّه۪ۜ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذ۪ينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذ۪ينَ لَا يَعْلَمُونَۜ اِنَّمَا يَتَذَكَّرُ اُو۬لُوا الْاَلْبَابِ۟وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ اتَاهُ وَقَالَ: «أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قيامُهُ بالليلِ» وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الشِّتاءُ ربيعُ المؤمنِ، قصُرَ نهارُهُ فصامَ، وطالَ ليلُهُ فقامَ» وَأَشَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى فَضْلِ قِيَامِ اللَّيْلِ وَفَضْلِ مَنْ يَقُومُ بِهِ عِنْدَ اللَّهِ، وَحَثٌّ عَلَى الصَّوْمِ لَا سِيَمَا فِي هَذِهِ الْأَشْهُرِ. لِقِيَامِ اللَّيْلِ حِكْمَةٌ عَظِيمَةٌ فَهِيَ تُهَذِّبُ النَّفْسَ وَتَمْلَأُ الْقَلْبَ صَبْرًا وَطُمَأْنِينَةً، وَتُقَرِّبُ الْعَبْدَ مِنْ رَبِّهِ وَتَفْتَحُ لَهُ أَبْوَابَ الدُّعَاءِ.

 

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

لِنَقْتَدِ بِنَبِيِّنَا وَلْنَغْتَنِمْ لَيَالِيَ الشِّتَاءِ بِالصِّيَامِ، وَالْقِيَامِ، وَالِاسْتِغْفَارِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ يُحْيُونَ اللَّيْلَ بِالْقِيَامِ وَالذِّكْرِ، وَارْضَ عَنَّا بِرَحْمَتِكَ.

 

خُطبة – بالعربية

خُطبة – بالتركية

خُطبة – بالألمانية

خُطبةبالإنجليزية

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com