خطبة

احم نفسك من زينة

18.08.2023
Minber Ahşap

 أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ

إِنَّ الْإِسْلَامَ ، دِينَنَا الْأَسْمَى ، يَأْمُرُ الْإِنْسَانَ بِالْعِفَّةِ والْحَيَاءِ ، فَإِنَّهُ يُحَرِّمُ الزِّنَا الَّذِي يَنْتَهِكُ هَذِهِ الصِّفاتِ السَّامِيَةَ . الزِّنَا ؛ هُوَ الْجِمَاعُ بِدُونِ نِكَاحٍ وَهُوَ

 ذَنْبٌ كَبِيرٌ يَعْتَبِرُهُ الْأَخْلَاقُ قَبِيحًا . إِنَّهُ يَضُرُّ النَّاسَ لَيْسَ فَقَطْ مَادِّيًّا وَلَٰكِنْ أَيْضًا رُوحِيًّا ، مِمَّا يَجْعَلُهُمْ يَشْعُرُونَ بِعَدَمِ القِيمَةِ ، وَيَقْطَعُونَ رَوَابِطَ التَّعَاطُفِ وَالْمَوَدَّةِ . إِنَّهُ يُفَكِّكُ الْقيَمَ الرُّوحِيَّةَ وَالْأَخْلَاقِيَّةَ لِلْمُجْتَمَعِ مِنْ خِلَالِ زَرْعِ بُذُورِ عَدَمِ الثِّقَةِ  وَالْكَرَاهِيَةِ بَيْنَ النَّاسِ . أَهَمُّ حِكْمَةٍ فِي تَحْرِيمِ الزِّنَا هِيَ حِمَايَةُ الْأُسْرَةِ . لِأَنَّ الْمُبَاشَرَةَ خَارِجَ نِطَاقِ الزَّوَاجِ ، مِنْ نَاحِيَةٍ ، تَتَسَبَّبُ فِي انْهِيَارِ مُؤَسَّسَةِ الْأُسْرَةِ ، وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى ، تُهَدِّدُ وُجُودَ الْأَجْيَالِ الْمَيْمُونَةِ. 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ

 يُحَظِّرُ اللهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ حَتَّى الِاقْتِرَابَ مِنْهُ حَيْثُ قَالَ: ” وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنٰٓى اِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةًؕ وَسَٓاءَ سَبٖيلاً. ” ، فَالطُّرُقُ الْمُؤَدِّيَةُ إِلَيْهِ تُعْتَبَرُ قَبِيحَةً أَيْضًا .قَالَ  نَبِيُّنَا الْحَبِيبُ  : “فَالْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ وَالْأُذُنُ تَزْنِي وَزِنَاهَا السَّمْعُ وَاللِّسَانُ يَزْنِي وَزِنَاهُ الْمَنْطِقُ وَالْيَدُ تَزْنِي وَزِنَاهَا الْبَطْشُ وَالرِّجْلُ تَزْنِي وَزِنَاهَا الْمَشْيُ ، وَالْقَلْبُ يَتَمَنَّى وَيَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ”، حَذَّرَنَا مِنْ أَنَّ الْأَشْيَاءَ الَّتِي تُسَبِّبُ الزِّنَا خَطِيرَةٌ أَيْضًا . خَاصَّةً فِي عَصْرِ الْيَوْمِ ، عِنْدَمَا يَكُونُ التَّوَاصُلُ سَهْلًا ، يَطْلُبُ مِنَّا الِابْتِعادَ عَنْ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْكَلِمَاتِ وَالْأَفْعَالِ وَالسُّلُوكِيَّاتِ وَالْمَوَاقِفِ الَّتِي قَدْ تُسَبِّبُ الزِّنَا .

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْأَعِزَّاءُ

اَلْاِقْتِرَابُ مِنَ الزِّنَا وَالِابْتِعَادُ عَنِ الْعِفَّةِ  يَجْعَلُ الشَّخْصَ أَقْرَبَ إِلَى الْعِقَابِ وَيَقُودُهُ إِلَى الْخَسَارَةِ الْأَبَدِيَّةِ . لِهَذَا السَّبَبِ ، حَرَّمَ الْإِسْلَامُ لَيْسَ فَقَطْ اَلزِّنَا ، بَلِ السُّلُوكَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَيْهِ . عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهَا قَدْ تَبْدُو خُطْوَةً صَغِيرَةً ، إِلَّا أَنَّهُ مِنَ السَّهْلِ

جَرُّهَا إِلَى الْحَرَامِ طَالَمَا لَمْ يَتِمَّ تَجَنُّبُ الْخُطُوَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلطَّبِيعَةِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: قُلْ لِلْمُؤْمِنٖينَ يَغُضُّوا مِنْ اَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْؕ ذٰلِكَ اَزْكٰى لَهُمْؕ اِنَّ اللّٰهَ خَبٖيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ”-؛”

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْأَعِزَّاءُ

اَلْيَوْمَ , حِينَ ارْتَفَعَ سِنُّ الزَّوَاجِ , يَجِبُ أَنْ نَسْعَى جَاهِدِينَ لِجَعْلِ شَبَابِنَا يَتَزَوَّجُونَ دُونَ التَّوَرُّطِ فِي الزِّنَا . دَعُونَا لَا نَنْسَى أَنَّهُ مِنْ وَاجِبِنَا نَحْنُ الشُّيُوخُ حِمَايَةُ شَبَابِنَا فِي الْمُجْتَمَعِ مِنْ الزِّنَا وَإِرْشَادُهُمْ إِلَى طُرُقٍ مَشْرُوعَةٍ . فِي عَالَمٍ أَصْبَحَ مِنَ السَّهْلِ فِيهِ الْوُقُوعُ فِي الْحَرَامِ ، أَصْبَحَ رِعَايَةُ شَبَابِنَا وَقِيَادَتُهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ الصَّحِيحِ مُهِمًّا لِلْغَايَةِ . يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ أَقْصَى الْجُهُودِ لِحِمَايَةِ الْعِفَّةِ وَالشَّرَفِ  لِكُلٍّ مِنْ أَنْفُسِنَا وَأَطْفَالِنَا . بَادِئَ ذِي بَدْءٍ ، يَجِبُ عَلَى الْعَائِلَاتِ بِنَاءُ الْعَالَمِ الرُّوحِيِّ لِأَطْفَالِهِمْ مِنْ خِلالِ الِاعْتِقَادِ بِأَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ ، دُونَ التَّفْكِيرِ فِي الْمَادَّةِ ، أَوَّلًا وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ . مِنَ الصَّعْبِ عَلَى الشَّبَابِ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِمَايَةَ عِفَّتِهِمْ أَنْ يَكُونُوا قَادِرِينَ عَلَى بِنَاءِ أُسْرَةٍ مُسَالِمَةٍ . لِذَلِكَ ، يَجِبُ عَلَيْنَا تَسْهِيلُ الْمَسَارَاتِ إِلَى مُؤَسَّسَةِ الزَّوَاجِ الَّتِي تَحْمِي هَذِهِ الْقِيَمَ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ

لِكَيْ لَا نَتَوَرَّطَ فِي الزِّنَا ، يَجِبُ أَنْ نُؤَدِّيَ عِبَادَاتِنَا فِي رَهْبَةٍ ، وَيَجِبُ أَنْ نَحْرِصَ عَلَى أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ بِالْجَمَاعَةِ . يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ اللَّهَ دَائِمًا  اَلْمَغْفِرَةَ وَ الْعَفْوَ وَنَدْعُوَ مِنْ أَجْلِ جِيلِنَا أَنْ يَكُونَ نَظِيفًا وَصَالِحًا . إِذَا كَانَتْ لَدَيْنَا بِيئَةٌ تَقُودُنَا إِلَى طُرُقٍ غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ، فَيَجِبُ أَنْ نَتْرُكَهَا عَلَى الْفَوْرِ . مِنْ أَجْلِ الْحِمَايَةِ مِنَ الْعَوَاقِبِ السَّلْبِيَّةِ لِفِعْلِ الزِّنَا ، يَجِبُ أَنْ نَتَوَجَّهَ إِلَى عِبَادَةِ الصِّيَامِ بِاتِّبَاعِ نَصِيحَةِ نَبِيِّنَا . يَجِبُ أَلَّا نَنْسَى أَنَّ عِبَادَةَ الصِّيَامِ هِيَ دِرْعٌ ضِدَّ كُلِّ شَرٍّ ، وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ تَزْكِيَةٌ لِلنَّفْسِ

احم نفسك من زينة

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com