خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة

15.10.2025
Kuran Tesbih Kırmızı

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ هُوَ آخِرُ كِتَابٍ سَمَاوِيٍّ أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِهِدَايَةِ الْبَشَرِيَّةِ. وَهُوَ الْمَصْدَرُ الْوَحِيدُ لِلْحَقِيقَةِ حَتَّى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ: ﴿وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾

 

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى. وَهُوَ هُدًى وَرَحْمَةٌ وَنُورٌ. الْقُرْآنُ لَيْسَ مُجَرَّدَ كِتَابٍ يُقْرَأُ إِنَّمَا هُوَ مَصْدَرٌ وَمَنْهَجٌ كَامِلٌ لِتَنْظِيمِ حَيَاتِنَا. الْقُرْآنُ يَهْدِي الْإِنْسَانَ وَيُرْشِدُهُ فِي كُلِّ جَانِبٍ سَوَاءٌ كَانَ فِي الْإِيمَانِ، أَوْ الْأَخْلَاقِ، أَوْ الْعِبَادَاتِ، أَوْ الْحَيَاةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ. شَبَّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ بِالْمَطَرِ حِينَ قَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا…» فَكَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ عَلَى أَرَاضِي مُخْتَلِفَةٍ فَيَجْعَلُ بَعْضَهَا يَنْبُتُ زَرْعًا، وَمِنْهَا مَا يَتَجَمَّعُ الْمَاءُ فَقَطْ وَلَا يُفِيدُ الْأَرْضَ، وَمِنْهَا مَا يَتَسَبَّبُ فِي فَيَضَانَاتٍ كَذَلِكَ بَعْضُ الْقُلُوبِ الَّتِي تَتَّصِلُ بِالْقُرْآنِ فَمِنْهَا مَن يَلِينُ وَيَزْدَهِرُ بِنُورِ الْقُرْآنِ، وَمِنْهَا مَنْ يُفِيدُ مَنْ حَوْلَهُ، وَمِنْهَا مَنْ لَا يَنْفَعُ أَحَدًا وَيَزِيدُ قَسْوَةً وَضَلَالَةً.

 

أيُّها الإخْوَةُ الأفاضِل،

فَضْلُ الْقُرْآنِ وَحَقِيقَتُهُ كَثِيرَةٌ تَذْكُرُهَا الْآيَاتُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ. فَهُوَ كِتَابٌ مُبِينٌ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ، وَفِيهِ عِبَرٌ وَمَوَاعِظُ. وَهُوَ كِتَابٌ حَكِيمٌ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ. كُلُّ هَذِهِ الْآيَاتِ تُبَيِّنُ لَنَا أَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ لَيْسَ مُجَرَّدَ نَصٍّ يُتْلىَ، بَلْ هُوَ دَلِيلٌ إِلَهِيٌّ يُوَجِّهُ الْإِنْسَانَ وَيَهْدِيهِ إِلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ.

 

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ قَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاكِيًا مَا صَنَعَ قَوْمُهُ: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ وَإِنَّ هَجْرَ الْقُرْآنِ هُنَا لَيْسَ فَقَطْ تَرْكَ التِّلَاوَةِ، بَلْ أَنْ نَقْرَأَهُ دُونَ تَدَبُّرٍ وَلَا عَمَلٍ، وَالتَّطْبِيقِ بِهِ فِي الْحَيَاةِ. وَحِينَ يُهْجَرُ الْقُرْآنُ يَضْعُفُ الْإِيمَانُ، وَيَضِيعُ الْعَدْلُ، وَتَتَفَكَّكُ وَحْدَةُ الْأُمَّةِ فَيَنْتَشِرُ الظُّلْمُ وَالْبَغْضَاءُ وَتَسُودُ الْأَنَانِيَّةُ.

وَمَا نَعِيشُهُ الْيَوْمَ مِنْ ظُلْمٍ، وَفَسَادٍ، وَكُرْهٍ، وَبُغْضٍ سَبَبُهُ بُعْدَنَا عَنْ الْقُرْآنِ. فَالْقُرْآنُ لَيْسَ لِلْفَرْدِ فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ يُصْلِحُ الْمُجْتَمَعَ وَالْأُمَّةَ أَجْمَعُ. فَالْأُمَّةُ الَّتِي تَسِيرُ عَلَى نَهْجِ الْقُرْآنِ تُصْبِحُ عَادِلَةً وَتَسُودُهَا الْأُخُوَّةُ وَالرَّحْمَةُ: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾

 

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

إِنَّ جَمْعِيَّتَنَا “الْمُجْتَمَعُ الْإِسْلَامِيُّ مِلِي كُورُوش” فِي أُورُبَّا لِأَجْلِ تَرْسِيخِ حُبِّ الْقُرْآنِ تُقِيمُ كُلَّ عَامٍ “مُسَابَقَةَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ”. هَذِهِ الْمُسَابَقَةُ الَّتِي بَدَأْنَاهَا قَبْلَ أَرْبَعِينَ عَامًا فِي مَسَاجِدِنَا تُقَامُ هَذَا الْعَامَ لِلْمَرَّةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلَاثِينَ فِي أَحَدِ أَجْمَلِ قَاعَاتِ أَلْمَانْيَا فِي مَدِينَةِ بِيلْفِلدْ.

 نَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْإِخْوَةَ الْكِرَامَ إِلَى حُضُورِ هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ الْمُبَارَكَةِ يَوْمَ السَّبْتِ الْمُوَافِقِ الثَّامِنَ عَشَرَ أُكْتُوبَرَ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ وَالنِّصْفِ ظُهْرًا. نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالْحَافِظِينَ وَالْعَامِلِينَ بِهِ، وَأَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ رَبِيعَ قُلُوبِنَا.

خُطبة – بالعربية

خُطبة – بالتركية

خُطبة – بالألمانية

خُطبةبالإنجليزية

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com