خُطْبَةُ الْجُمُعَة: عِيدُ الْفِطْر: مَوْسِمُ تَعْزِيزِ الْأُخُوَّة

20.04.2023
Tesbih Yeşil Siyah

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

لَقَدْ وَدَّعْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ آخَر. وَنَحْنُ وَإِنْ كُنَّا َنَحْزَنُ لِفِرَاقِ هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ، إِلَّا أَنَّنَا فِي نَفْسِ الْوَقْتِ نَشْعُرُ بِفَرْحَةِ ‏بُلُوغِ الْعِيد، حَيْثُ نَعِيشُ مَشَاعِرَ الْأُخُوَّةِ الْإِسْلَامِيَّة. أَعْيَادُنَا هِيَ أَيَّامُ إِحْيَاءٍ لِلْحُبِّ وَالْأُخُوَّةِ بَيْنَنا. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَلَّغَنَا ‏عِيدًا آخَر. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى، اَلَّذِي وَصَفَ الْأَعْيَادَ بِأَنَّهَا أَيَّامُ فَرَحٍ وَسُرُورِ وَذِكْرٍ لِلَّهِ تَعَالَى. فَكُلُّ عَامٍ ‏وَأَنْتُمْ وَجَمِيعُ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ بِخَير.‏

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ اَوْ اُنْثٰى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ ‏حَيٰوةً طَيِّبَةًۚ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ اَجْرَهُمْ بِاَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.[1] وَنَحْنُ نَرْجُو مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ تَكُونَ أَعْمَالُنَا مَقْبُولَةً عِنْدَهُ، وَأَنَّ أُجُورَنَا قَدِ ازْدَادَتْ فِي شَهْرِ ‏رَمَضَانَ هَذَا. وَنَحْنُ َنُحْسِنُ الظَّنَّ بِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ دَائِمًا. لَكِنَّ عَلَيْنَا أَلَّا نَجْعَلَ اِجْتِهَادَنَا  فِي طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى خَاصًّا ‏بِشَهْرٍ وَاحِدٍ مِنَ السَّنَةِ، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَصْحِبَ هَذِهِ الْحَالَةَ طِوَالَ أَشْهُرِ السَّنَةِ كُلِّهَا، وَأَنْ نَكُونَ عَبِيدًا لِلَّهِ دَائِمًا.‏

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

أَعْيَادُنا هَذِهِ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ أَيَّامَ الْأُخُوَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَتَقْوِيَةِ الرَّوَابِطِ بَيْنَنَا. عَلَيْنَا بِزِيَارَةِ آبَائِنَا وأُمَّهَاتِنَا وَأَهَالِينَا وَأَصْدِقَائِنَا وَأَقَارِبِنَا وَجِيرَانِنَا. عَلَيْنَا أَنْ نَتَّصِلَ بِأَقْرِبَائِنَا الْبَعِيدِين. يَجِبَ أَنْ نَتَذَكَّرَ جَمِيعَ مَنْ ‏تُوُفِّيَ مِنْ إِخْوَانِنَا وَأَنْ نَدْعُوَ لَهُم. وَأَنْ نَكُونَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.[2] فَإِنَّ فِي الْأَعْيَادِ تَتَأَلَّفُ ‏الْقُلُوب. قَالَ النَّبِيُّ ؐ: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا»‏.[3] فدَعُونَا نُطَيِّبْ قُلُوبَ بَعْضِنَا بِالْهَدَايَا وَالْكَلِمَاتِ الْجَمِيلَة.‏

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

قَالَ ؐ: «اَلْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم»‏‎.[4] فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ، دَعُونَا لَا نَنْسَى إِخْوَانَنَا الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُعَانُونَ مِنَ الظُّلْمِ وَالِاضْطِهَادِ ‏فِي أَنْحَاءِ الْعَالَم. وَلْنَدْعُ مِنْ أَجْلِ إِخَوَانِنَا فِي الْقُدْسِ وَتُرْكِسْتَانَ الشَّرْقِيَّة. ‏ نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُفْرِّجَ عَنْهُمْ فَرَجًا قَرِيبًا. وَلْنُشْعِرْ أَطْفَالَنَا الْيَوْمَ بأَنَّ هَذِهِ أَيَّامٌ مُخْتَلِفَةٌ، ‏وَلْنُرَبِّ فِيهِمُ الْإِحْسَاسَ بِالْعِيد.‏ أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُبَلِّغَنَا أَعْيَادًا حَقِيقِيَّةً يَفْرَحُ وَيُسَرُّ فِيهَا قَلْبُ كُلُّ مُسْلِمٍ فِي ‏الْعَالَم. وَكُلُّ عَامٍ وَأَنْتُمْ جَمِيعًا بِخَيْر!‏

[1] سورة النحل: 97

[2] سورة الحجرات: 10

[3] سنن الترمذي، كتاب الولاء، 1

[4] صحيح البخاري، كتاب المظالم، 3

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: عِيدُ الْفِطْر: مَوْسِمُ تَعْزِيزِ الْأُخُوَّة

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com