خطبة

يلةُ البراءةِ ليلةُ الاستغفار

22.02.2024
Kur'an Sayfa Tesbih Turuncu

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحٖيمِ 

﴿ وَالْعَصْرِۙ ﴿١﴾ اِنَّ الْاِنْسَانَ لَفي خُسْرٍۙ ﴿٢﴾ اِلَّا الَّذينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾  

وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : 

« إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا حَتَّى يطلع الْفجْر »

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

قَدْ اقْتَرَبَ شَهْرُ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ الَّذِي لَهُ أَهَمِّيَّةٌ عَظِيمَةٌ فِي حَيَاتِنَا. يَوْمُ السَّبْتِ الْمُقْبِلِ وَهِيَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ (لَيْلَةُ الْبَرَاءَةِ) لَيْلَةُ الْخَامِسِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ. كَلِمَةُ “الْبَرَاءَةِ” تَعْنِي التَّخَلُّصَ مِنْ الدُّيُونِ وَالذُّنُوبِ وَالْعِقَابِ، وَالتَّقَرُّبَ إلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَالْوُصُولَ إلَى رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ. سُمِّيَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ بِلَيْلَةِ الْبَرَاءَةِ لِأَنَّهَا بُشِّرَتْ بِكَثْرَةِ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ فِيهَا. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَهَمِّيَّةِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ: « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ »

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي تِلْكَ الآيَةِ الدَّالَّةِ عَلَى حَالَةِ الْبَشَرِيَّةِ: ﴿وَالْعَصْرِۙ ﴿١﴾ اِنَّ الْاِنْسَانَ لَفي خُسْرٍۙ ﴿٢﴾ اِلَّا الَّذينَ اٰمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ 

إنَّ الْإِنْسَانِ لَيْسَ مَعْصُومًا مِنْ الْخَطَأِ فِي الْوَقْتِ الَّذِي أَصْبَحَ ارْتِكَابُ الذُّنُوبِ أَمْرًا سَهْلًا، بَلْ حَتَّى أَصْبَحَ الذَّنْبُ أَمْرًا مُشَجَّعًا. لِلْأَسَفِ نُوَاجِهُ صُعُوبَةً فِي حِمَايَةِ أَنْفُسِنَا مِنْ عَدِمَ الْوُقُوعِ فِي الذَّنْبِ بِسَبَبِ الْجَهْلِ وَالْغَفْلَةِ.

مَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَيْأَسُ أَبَدًا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْانِ الْكَرِيمِ: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) وَبَيْنَمَا مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ قُدْسِيّ بِقَوْلِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي يُشِيرُ إلَى رَحْمَةِ اللَّهِ الرَّحِيمِ بِعِبَادِهِ.

أيُّها الإخْوَةُ الأفاضِل،

كَانَ نَبِيُّنَا صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ وَبِه يَلْجَئُ إلَى رَحْمَةِ اللَّهِ: اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ وَنَحْنُ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَلْجَأَ دَائِمًا إلَى رَحْمَةِ اللَّهِ خَاصَّةً بِهَذِهِ اللَّيَالِي الْمُبَارَكَةِ. لِنَتَذَكَّرْ الزِّلْزَالَ الَّذِي حَدَثَ قَبْلَ عَامٍ وَحَطَّمَ قُلُوبَنَا، وَأَصْبَحَ فِي غَمْضَةِ عَيْنٍ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ بِلَا مَأْوَى وَفَقَدُوا عَائِلَاتِهِمْ. وَلَا نَنْسَ أَيْضًا إِخْوَانَنَا فِي غَزَّةَ الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِلظُّلْمِ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَرَغْمَ الظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ يُكَافِحُونَ مِنْ أَجْلِ الْبَقَاءِ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ. وَلْنَتَذَكَّرْ فِي دُعَائِنَا إِخْوَانَنَا الَّذِينَ تَعَرَّضُوا لِلْإِبَادَةِ الْجَمَاعِيَّةِ فِي تُرْكِسْتَانَ الشَّرْقِيَّةِ، وَاَلَّذِينَ قُتِلُوا بِوَحْشِيَّةٍ فَقَطْ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُمْ مُسْلِمُونَ. لَا نُهْمِلْ الدُّعَاءَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ أَجْلِ أَنْ يَتَحَرَّرَ إخْوَانُنَا الْمُسْلِمُونَ مِنْ هَذَا الظُّلْمِ. اِبْنُ ادَمَ لَيْسَ لَهُ أَيُّ ضَمَانٍ لِلْعَيْشِ لِلْغَد. فَلْنُحَاسِبْ أَنْفُسَنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ عَنْ سَلُوكِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا لِنَكُونَ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ. فَلْنَكُنْ مُسْلِمِينَ كَمَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. وَلَعَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ يَكُونُ وَسِيلَةً لِذَلِكَ. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَنْ تَرْزُقَ جَمِيعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْرَ وَالْبَرَكَةَ. نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ اللَّيْلَةُ مُبَارَكَةً.

خُطْبَة

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com