Top-Artikel

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: أخلاق المسلم في التجارة

09.05.2025
كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ فَإِنَّ الْعِبَادَةَ فِي الْإِسْلَامِ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ فَقَطْ، بَلْ تَشْمَلُ كُلَّ قَوْلٍ وَفِعْلٍ وَسُلُوكٍ يُرْضِي اللَّهَ تَعَالَى. فَرَفْعُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، أَوْ إِصْلَاحُ حُفْرَةٍ فِيهِ، أَوْ مُسَاعَدَةُ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ حَمْلَ مَتَاعِهِ، أَوْ إِعَانَةُ الْمَرْضَى وَكِبَارِ السِّنِّ وَذَوِي الِاحْتِيَاجَاتِ الْخَاصَّةِ فِي الرُّكُوبِ وَالنُّزُولِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْعِبَادَاتِ إِذَا نُوِيَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ تَعَالَى. وَكَذَلِكَ كَسْبُ الرِّزْقِ مِنْ الْحَلَالِ، وَالِالْتِزَامُ بِالْمَبَادِئِ الْإِسْلَامِيَّةِ فِي الْمُعَامَلَاتِ التِّجَارِيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةِ، وَالْعَمَلُ وَفْقَ الضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، كُلُّ ذَلِكَ يُعَدُّ عِبَادَةً يُؤْجَرُ عَلَيْهَا الْمُسْلِمُ، إِذَا أَخْلَصَ النِّيَّةَ لِلَّهِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: القرآن: هدى وبشرى للمؤمنين

02.05.2025
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام، أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ بِنِعَمٍ عَظِيمَةٍ كَالْعَقْلِ وَالضَّمِيرِ، لِيَهْتَدِيَ بِهِمَا إِلَى الْحَقِّ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ. وَأَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْوَحْيَ عَنْ طَرِيقِ أَنْبِيَاءِهِ لِيَكُونَ طَرِيقًا لِلْهِدَايَةِ. وَكَانَ الْوَحْيُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ نُورًا حَتَّى جَاءَ خَاتَمُ الْكُتُبِ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ، فَصَارَ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. هَذَا الْكِتَابُ الْمُبَارَكُ هُوَ بَحْرٌ لَا سَاحِلَ لَهُ مِنَ النُّورِ […]

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: حق العبد

24.04.2025
الْحُقُوقُ مِنْ الْأُمُورِ الْأَسَاسِيَّةِ فِي دِينِنَا الْحَنِيفِ. لَقَدْ بَيَّنَ الْإِسْلَامُ حُقُوقَ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ بِشَكْلٍ دَقِيقٍ، وَحَدَّدَ لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَأَمَرَ بِأَدَاءِ الْحُقُوقِ إِلَى أَهْلِهَا وَنَهَى عَنْ انْتِهَاكِ الْحُقُوقِ. وَمِنْ أَعْظَمِ هَذِهِ الْحُقُوقِ حَقُّ الْعِبَادِ. فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلْقَ الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، وَكَرَّمَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا. وَلِذَلِكَ فَإِنَّ الْإِسْلَامَ رَاعَى حُقُوقَ الْإِنْسَانِ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ عِرْقِهِ وَلَوْنِهِ وَجِنْسِهِ، وَدِينِهِ، وَلُغَتِهِ، وَمَكَانَتِهِ. قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت» فَأَكَّدَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُرْمَةِ الدِّمَاءِ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَعْرَاضِ، وَأَنَّهَا مَصُونَةٌ حَتَّى نُلْقِيَ رَبَّنَا، وَأَنَّ مَنْ يَتَعَدَّى عَلَيْهَا سَيَكُونُ مِنَ الْخَاسِرِينَ فِي الْآخِرَةِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: التَفَاهُمُ الأُسَرِيٌّ

17.04.2025
إِنَّ الْإِنْسَانَ فِي فِطْرَتِهِ مُحْتَاجٌ إِلَى زَوْجٍ وَبَيْتٍ يَأْوِي إِلَيْهِ، وَإِلَى دَعْمٍ وَمُشَارَكَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَاهْتِمَامٍ، وَإِلَى سَكِينَةٍ وَرَحْمَةٍ. بِاخْتِصَارٍ مُحْتَاجٌ إِلَى أُسْرَةٍ يَكُونُ جُزْءً مِنْهَا وَيَنْتَمِي إِلَيْهَا. الْأُسْرَةُ كِيَانٌ مُتَكَامِلٌ عَمِيقٌ فِي مَعْنَاهُ. الْأَبُ وَالْأُمُّ وَالْجَدُّ وَالْجَدَّةُ وَالْأَوْلَادُ وَالْأَحْفَادُ وَالْأَقَارِبُ وَالْجِيرَانُ مِنْ الْأَفْرَادِ الْأَسَاسِيِّينَ فِي الْأُسْرَةِ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ أَيْ إِنَّ الْعَائِلَةَ سَتْرٌ كَالثَّوْبِ، تَحْمِي وَتُجَمِّلُ. الْأُسْرَةُ لَهَا شَأْنٌ عَظِيمٌ فِي الْإِسْلَامِ، نَعِيشُ فِيهَا الْحُزْنَ وَالسَّعَادَةَ مَعًا. لِذَلِكَ فَإِنَّ الْأُسْرَةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ عَلَاقَةٍ بَيْنَ أَفْرَادٍ، بَلْ هِيَ مَصْدَرٌ لِلْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: العيش في دائرة الحلال

10.04.2025
قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى لَنَا الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ عَنْ طَرِيقِ كُتُبِهِ الَّذِي أَنْزَلَهَا، وَرُسُلِهِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ لِهِدَايَةِ الْبَشَرِ، وَأَمَرَ عِبَادَهُ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَسِيرُوا فِي حَيَاتِهِمْ فِي إِطَارِ اَلْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي. وَقَدْ نَهَى اللَّهُ تَعَالَى نَهْيًا صَرِيحًا عَنْ أَنْ يُحِلَّ الْإِنْسَانُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، أَوْ يُحَرِّمَ مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ، تَبَعًا لِهَوَاهُ وَرَغَبَاتِهِ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الَّتِي تُلِيَتْ فِي أَوَّلِ خُطْبَتِنَا: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ اَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هٰذَا حَلَالٌ وَهٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَۜ اِنَّ الَّذ۪ينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّٰهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَۜ﴾ مَنْ يَعِيشْ وَفْقًآ لِمَا أَحَلَّهُ اللَّهُ يَفُزْ بِالْجَنَّةِ، وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ جَزَاءُهُ النَّارُ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ. " وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ خُطُورَةِ الْحَرَامِ، فَقَالَ: «كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الأيام الأخيرة، ليلة القدر

28.03.2025
عِبَادَ اللَّهِ هَا نَحْنُ نُوَدِّعُ شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكَ؛ الشَّهْرَ الَّذِي صُمْنَا نَهَارَهُ، وَقُمْنَا لَيْلَهُ، وَتَقَرَّبْنَا الَى اللَّهِ وَزَكَّيْنَا أَنْفُسَنَا فِي هَذَا الشَّهْرِ. هَذِهِ اللَّيْلَةُ نُؤَدِّي فِيهَا آخِرَ صَلَاةٍ لِلتَّرَاوِيحِ، وَنَقُومُ لِآخِرِ سُحُورٍ لِنَخْتِمَ غَدًا أَخِرَ أَيَّامِ الصِّيَامِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ الْفَضِيلِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَلَّغَنَا رَمَضَانَ هَذَا، وَوَفَّقَنَا لِصِيَامِهِ وقِيامِهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى حَبِيبِهِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: فضل ليلة القدر

20.03.2025
هَا نَحْنُ نَقْتَرِبُ مِنْ لَيْلَةٍ عَظِيمَةٍ مُبَارَكَةٍ، هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. اللَّيْلَةُ الَّتِي بَيْنَ يَوْمَيْ الْأَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ إِنَّهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ الَّتِي تَتَنَزَّلُ فِيهَا الْمَلَائِكَةُ بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِنِعَمٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَيَجْعَلُنَا نُدْرِكُ هَذِهِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامَ الْمُبَارَكَةَ وَالْقَيِّمَةَ، وَجَعَلَهَا لَنَا فُرْصَةً عَظِيمَةً لِنَلْجَأَ إليْهِ ونَسْتَغْفِرَهُ وَنَتُوبَ إِلَيْهِ.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com