خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الليَالِي المُبَارَكَةُ

05.01.2024
Kur'an Sayfası Tesbih Ahşap

عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ الأَنْصَارِىُّ قَالَ سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ – وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ فِى رَجَبٍ – فَقَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ

كَانَ رَسُولُ ﷺ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ . وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

الْإِنْسَانُ الَّذِي يَمْتَلِكُ أَشْرَفَ مَكَانَةٍ بَيْنَ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ، يُحَافِظُ عَلَى الْحَيَاةِ الَّتِي أَنْعَمَهُ اللَّهُ بِهَا فِي إِطَارِ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ. كَمَا أَنَّ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ وَالْقُدْسَ قِيمَتَهَا وَفَضْلَهَا أَكْثَرُ مِنْ غَيْرِهَا مِنْ الْأَمَاكِنِ مِنْ حَيْثُ الْمَكَانُ؛ فَإِنَّ شَهْرَ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَرَمَضَانَ أَكْثَرُ بَرَكَةً وَفَضْلًا مِنْ الشُّهُورِ الْبَاقِيَةِ مِنْ حَيْثُ الْوَقْتُ. هَذِهِ الشُّهُورُ تَكُونُ بِهَا لَيَالِي مُبَارَكَةٌ. هَذِهِ الْأَيَّامُ المُبَارَكَةُ تَبْدَأُ بِلَيْلَةِ الرَّغَائِبِ أَوَّلِ جُمْعَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِ رَجَبٍ، وتَسْتَمِرُّ بِلَيَالِي الإسْراءِ وَالمِعْراجِ والبَرَاءَةِ، وَتَنْتَهِي بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَهِيَ اللَيْلَةُ السَابِعَةُ وَالعِشْرُونَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ. سَتَكُونُ لَيْلَةُ الرَّغَائِبِ لِهَذَا الْعَامِ يَوْمَ الْخَمِيسِ الْقَادِمِ الْمُوَافِقِ الحَادِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ يَنايِر. وَبَعْدَ يَوْمٍ سَنَكُونُ بِإِذْنِ اللَّهِ قَدْ دَخَلْنَا فِي هَذِهِ الْأَشْهُرِ الثَّلَاثَةِ الْمُبَارَكَةِ.

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ حُلُولِ شَهْرِ رَجَبٍ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: “اللَّهمَّ بارِكْ لَنا في رَجَبٍ وشعبانَ وبلِّغْنَا رَمَضَانَ”. وَنَحْنُ فَلْنُرَدِّدْ دُعَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَمِيمِ القَلْبِ، وَنُحَاوِلْ جَاهِدِيِنَ لِتَغْيِيرِ أَنْفُسِنَا بِهَذِهِ الْأَشْهُرِ الْمُبَارَكَةِ. لِنَتُبْ مِنْ الذُّنُوبِ الَّتِي ارْتَكَبْنَاهَا بِعِلْمٍ أَوْ دُونَ عِلْمٍ فِي هَذَا الزَّمَنِ الَّذِي زَادَتْ فِيه الطُّرُقُ الَّتِي تُؤَدِّي إلَى ارْتِكَابِ الذُّنُوبِ. وَيَصِفُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

هَذِهِ الْأَشْهُرُ الَّتِي سَنَجْتَهِدُ فِيهَا فِي الْعِبَادَةِ بِفَضْلِ اللَّهِ كَفُرْصَةٍ لِتَجَلِّي الْخَيْرِ. فَلْنُوَاظِبْ عَلَى الصِّيَامِ الَّذِي هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ فِي تَهْذِيبِ النَّفْسِ وَفْقًا لِلسُّنَّةِ. لَقَدْ رُوِيَ عَنْ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ: “كَانَ رَسُولُ ﷺ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ” لِنَقْتَرِبْ إلَى اللَّهِ، وَنُهَذِّبْ أَنْفُسَنَا بِالصِّيَام، وَلْنَكُنْ حَرِيصِينَ عَلَى عَدَمِ كَسْرِ الْقُلُوبِ، بَلْ لِنُصْلِحْ الْقُلُوبَ وَلْنُحْسِنْ التَّصَرُّفَ مَعَ النَّاسِ.

أيُّها الإخْوَةُ الأفاضِل،

لِنَنْوِ قَدْرَ مَا تَسْمَحُ بِهِ إمْكَانِيَّاتُنَا إعْطَاءَ الصَّدَقَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ أَهَمِّ الْعِبَادَاتِ فِي الْإِسْلَامِ، والَّتِي تُؤَدَّى بِالْمَالِ كَمَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

وَلْنَهْدِفْ إلَى الْعَيْشِ لِلَّهِ عَنْ طَرِيقِ مُسَاعَدَتِنَا لِلْفُقَرَاءِ، والْمَظْلُومِينَ، وَالضَّحَايَا مِنْ خِلَالِ الصَّدَقَةِ وَالْأَعْمَالِ الْخَيْرِيَّةِ، وَلْنُشَارِكْ فِي البَرامِجَ الَّتِي سَتُقَامُ فِي مَسَاجِدِنَا وَجَمْعِيَّاتِنَا فِي الْأَيَّامِ الْمُبَارَكَةِ، وَلْنُحَافِظْ عَلَى عَلَاقَتِنَا مَع الْإِخْوَةِ مِنْ خِلَالِ إعْطَائِنَا أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً لِصَلَاةِ الْجَمَاعَةِ.

اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا هَذِهِ اللَّيَالِي الْمُبَارَكَةَ، وَارْزُقْنَا فِيهَا التَّغَيُّرَ وَالتَّقَرُّبَ إلَيْك يَا رَبِّ. آمِين

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الليَالِي المُبَارَكَةُ

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com