خطبة

فَضَائِلُ حِفْظِ الْقُرْانِ

25.04.2024
Mimber Lambalar

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحٖيمِ 

﴿ اِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾

عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:

»مَثَلُ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ، وَمَثَلُ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ« 

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

الْقُرْانُ الْكَرِيمُ كِتَابٌ إِلَهِيُّ أَنْزَلَهُ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ عَلَى مَدَى٢٣ (ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ (سَنَةً. الْمُشْتَهِرُ أَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ طَرِيقَتَانِ فِي نُزُولِ الْقُرْانِ، فَإمَّا أنْ تَنْزِلَ السُّورَةُ كَامِلَةً، أَوْ تَنْزِلَ آيَاتٌ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ. أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ طَرِيقِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ كَيْفِيَّةِ تَرْتِيبِ الْقُرْانِ، وَأىِّ آيَةٍ تَنْتَمِي إِلَى أَيِّ سُورَةٍ، وَكَيْفَ يَتِمُّ تَرْتِيبُ السُّورِ. الَّذِي رَتَّبَ سُوَرَ الْقُرْانِ الْكَرِيمِ كَمَا هِيَ الْآنَ فِي الْمُصْحَفِ هُوَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الْقُرْانُ الْكَرِيمُ لَيْس كَمِثْلِ كِتَابٍ آخَرَ، فَهُوَ يَحْتَوِي عَلَى مَوْضُوعَاتٍ عَنْ الْإِعْجَازِ، وَعَنْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَعَنْ الْعِبَادَاتِ، وَعَنِ الإِيمَانِ، وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَوْضُوعَاتِ. وَقِرَاءَةُ الْقُرْانِ بِذَاتِهَا عِبَادَةٌ، وَلَهُ شَكْلٌ خَاصٌّ فِي الْكِتَابَةِ وَالْقِرَاءَةِ.

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ الْقُرْانَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ عَلَى جِبْرِيلَ، وَفِي شَهْرِ رَمَضَانَ الْأَخِيرِ قَبْلَ وَفَاتِهِ عَرَضَهُ مَرَّتَيْنِ. كُتَّابُ الْوَحْي هُمْ الَّذِينَ كَانَ يَطْلُبُهُمْ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمُرُهُمْ بِكِتَابَةِ مَا أُوحِيَ إلَيْهِ حِينَمَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ الْقُرْانِ الْكَرِيمِ فِي حَيَاتِهِ، وَيُبَلِّغُهَا أَصْحَابَهُ، وَقَدْ حَفِظَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ الْقُرْانَ. الْقُرْانُ تَمّ كِتَابَتُهُ وَحِفْظُهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، وَهَذَا مَا وَرِثَهُ مُسْلِمُو صَدْرِ الْإِسْلَامِ، وَبَقِيَ أَثَرُهُ قَائِمًا حَتَّى يَوْمِنَا هَذَا دُونَ تَغْيِيرٍ. وَلْنَعْلَمْ أَنَّ الْحَافِظَ وَالْحَامِي الْحَقِيقِيّ لِلْقُرْانِ هُوَ اللَّهُ. وَقَدْ أَكَّدَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْانِ الْكَرِيمِ فِي سُورَةِ الْحِجْرِ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ بِقَوْلِهِ: ﴿اِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُون

أيُّها الإخْوَةُ الأفاضِل،

مُنْذُ زَمَنِ الصَّحَابَةِ كَانَ الْقُرْانُ الْمَصْدَرَ الرَّئِيسِيّ لِجَمِيعِ أَنْوَاعِ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ. فَكُلُّ عِلْمٍ بَدَأ بِتَعَلُّمِ الْقُرآنِ. وَبِهَذَا أَصْبَحَ الْقُرْانُ جُزْءً لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ تَعَلُّمِ الْعُلُومِ. وَأَمَرَنَا الرَّسُولُ ﷺ بِتَعَلُّمِ الْقُرْانِ وَتَعْلِيمِهِ. وَبَيْنَمَا كَانَ يُخْبِرُنَا الرَّسُولُ بِأَنَّ «خَيرُكُم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ»، نَبَّهَ أَيْضًا إلَى مَا قَدْ يَحْدُثُ بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَأَوْصَى أَصْحَابَهُ وَالْأُمَّةَ الْإِسْلَامِيَّةَ جَمِيعًا وَقَالَ تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ…

إن النَّبِيَّ بَشَّرَ حَفَظَةَ الْقُرْآنِ فيما وَرَدَ عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَدِّبُوا أَولَادَكُم على ثَلاثِ خِصَالٍ: حُبِّ نَبِيِّكُم، وَحُبِّ أَهلِ بَيتِهِ، وَقِرَاءَةِ القُرآنِ، فَإنَّ حَمَلَةَ القُرآنِ في ظِلِّ اللهِ يَومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ، مَعَ أَنبِيَائِهِ وَأَصفِيَائِهِ.

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام،

الْحَمْدُ لِلَّهِ تَعْلِيمُ الْقُرْانِ الْكَرِيمِ الَّذِي يُعْطَى مِنْ خِلَالِ شُيُوخِنَا لِجَمِيعِ النَّاسِ فِي مَسَاجِدِ وَجَمْعِيَّاتِ مُؤَسَّسَتِنَا مُسْتَمِرَّةٌ دُونَ تَوَقُّفٍ. لَا يَكْفِي أَنْ يَكُونَ الْقُرْانُ مَعَ الْبَالِغِينَ عَنْ طَرِيقِ الْقِرَاءَةِ فَقَطْ، بَلْ يَجِبُ أَنْ نُعْطِيَ الِاهْتِمَامَ الْوَاجِبَ لِأَجْيَالِنَا فِي تَعَلُّمِ الْقُرْانِ أَيْضًا. تُمَكِّنُ جَمَاعَتُنَا الْأَطْفَالَ مِنْ حِفْظِ الْقُرْانِ الْكَرِيمِ مِنْ خِلَالِ فَتْحِ مُؤَسَّسَاتٍ لِحِفْظِ الْقُرْانِ الَّتِي تُعْتَبَرُ أَفْضَلَ مُؤَسِّسَةٍ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ أُورُوبَّا. فَلْنَهْتَمَّ بِمَسَاجِدِنَا وَمُؤَسَّسَاتِ حِفْظِ الْقُرْانِ الَّتِي يَحْفَظُ وَيَتَعَلَّمُ فِيهَا الْأَطْفَالُ الْقُرْانَ الْكَرِيمَ، وَلْنَجْعَلْ أَطْفَالَنَا حَافِظِينَ لِلْقُرْآنِ مِنْ خِلَالِ تَسْجِيلِهِمْ فِي مُؤَسَّسَاتِ حِفْظِ الْقُرْانِ التَّابِعَةِ لَنَا فِي الْفُرُوعِ الْقَرِيبَةِ. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَثَلُ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَة الْكِرَامِ، وَمَثَلُ الَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ»

إِخْوَتِيَ الْأَعِزَّاء،

سَتُقَامُ مُسَابَقَةُ الْحِفْظِ لِلْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي تُنَظِّمُهَا جَمْعِيَّاتُنَا وَمُؤَسَّسَاتُنَا لِهَذَا الْعَامِ يَوْمَ السَّبْتِ الْمُوَافِقِ ٢٧ (سَبْعَةً وَعِشْرِينَ) أَبْرِيل فِي مَقَرِّ İGMG، وَنَوَدُّ مِنْكُمْ الدَّعْمَ لِأَطْفَالِنا بِالْمُشَارَكَةِ فِي هَذِهِ الْمُسَابَقَاتِ الْمُنَظَّمَة لِلتَّشْجِيعِ عَلَى الْحِفْظِ، وَنُعْطِي قِيمَةً لِحَفَظَةِ الْقُرْانِ الْكَرِيمِ، وَنَدْعُوكُمْ لِلْمُشَارَكَةِ بِهَذِهِ الْمُسَابَقَةِ. اللَّهُمَّ زِدْ وَبَارِكْ فِي حِفَظَةِ الْقُرْانِ وَاجْعَلْهُ حُجَّةً لَهُمْ لَا عَلَيْهِمْ. أَمِين

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَام

الْيَوْم بِمُنَاسَبَةِ يَوْمِ التَّضَامُنِ سَيَتِمُّ جَمْعُ التَّبَرُّعَاتِ لَأجْلِ مَسَاجِدِنَا مِنْ خِلَالِ جَمْعِيَّة EMUG. إنَّ مَسَاجِدَنَا لَيْسَتْ مُجَرَّدُ أَمَاكِنَ نُؤَدِّي فِيهَا الصَّلَاةَ فَقَطْ، بَلْ هِيَ تُعْتَبَرُ مَدَارِسَ عِلْمٍ يَتَشَكَّلُ فِيهَا أَطْفَالُنَا بِتَرْبِيَةِ الْأَخْلَاقِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَقِيَمِهَا. يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُتَضَامِنِينَ مِنْ أَجْلِ تَطْوِيرِ مَسَاجِدِنَا. دَعُونَا نَبْنِي مُسْتَقْبَلَنَا مَعًا، وَلَا نَنْسَ أنَّ كُلَّ دَعْمٍ نُقَدِّمُهُ لِمَسَاجِدِنَا يُعَزِّزُ وَيُقَوِّي وَحْدَةَ الْأُمَّةِ وَتَلْاحُمَهَا. فَلْنَجْعَلْ مَعًا بُيُوتَ اللَّهِ مَرَاكِزَ تَجَمُّعٍ أَكْثَرُ نَشَاطًا وَنَفْعًا.

خُطْبَة

PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com