الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِى الأَرْقَمِ
10.10.2024الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَمِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الَّذِي أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ فِي سِنٍّ مُبَكِّرٍ نَالَ شَرَفَ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَوَائِلِ الْمُسْلِمِينَ. وَفِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ كَانَ تَبْلِيغُ الْإِسْلَامِ مَازَال سِرًّا، وَكَانَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ التَّحَرُّكُ بِحَذَرٍ لِحِمَايَةِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُشْرِكِينَ. كَانَ الْمُسْلِمُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى مَكَانٍ أَمِنٍ لِلتَّجَمُّعِ، وَلِلْعِبَادَةِ، وَتَعَلُّمِ وَمَعْرِفَةِ الدِّينِ وَالْعِلْمِ. وَفِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ أَهْدَى الأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ مُضَحِّيًا بِمَنْزِلِهِ لِيَكُونَ مَقَرًّا لِاجْتِمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ "بَيْتِي هُوَ بَيْتُك يَا رَسُولَ اللَّهِ" وَهَكَذَا أَصْبَحَ دَارُ الْأَرْقَمِ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ، الَّذِي كَانَ يَقَعُ عِنْدَ سَفْحِ جَبَلِ الصَّفَا فِي الْجِهَةِ الْجَنُوبِيَّةِ الشَّرْقِيَّةِ مِنْ الْكَعْبَةِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ فِي مَكَانٍ غَيْرِ ظَاهِرٍ مَرْكَزًا يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَعْبُدُون اللَّهَ فِيهِ، وَيُبَلِّغُونَ النَّاسَ بِالإِسْلاَمِ. وَبِدَارِ الأَرْقَمِ كَانَ الْمُؤْمِنُونَ يَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيُقَوُّونَ إِيْمَانَهُمْ بِصُحْبَةِ النَّبِيّ، وَكَانَتْ تَقْوَى عَلَاقَتَهُمْ الأَخَوِيَّةُ. وَأَصْبَحَ هَذَا الْبَيْتُ أَوَّلَ مَدْرَسَةٍ انْتَشَرَ فِيهَا نُورُ الْإِسْلَام.