
يَا إِخْوَتِي الأَعِزَّاء،
إِنَّ غَايَتَنَا كَمُسْلِمِينَ بَيِّن. فَإِنَّ رَجَاءَ كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَرْضَى عَنْهُ رَبُّهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ مَعَ أَحِبَّائِه. وَالمَوْلَى تَعَالَى لَمْ يُهْمِلْ وَصْفَ الطَّرِيقِ الَّذِي يُوصِلُنَا إِلَى ذٰلِكَ الهَدَفِ بِأَنَّهُ الرَّحِيمُ الحَكِيم. بَلْ بَيَّنَ الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ بَيَانًا بِوَاسِطَةِ القُرْآنِ العَظِيمِ وَهَدْيِ رَسُولِهِ الكَرِيمِ ﷺ. فَالسَّبِيلُ إِلَى الجَنَّةِ يَمُرُّ مِنَ الإِيمَانِ الصَّحِيحِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ بِلَا شَكّ. وَالصَّالِحَاتُ تَدْخُلُ فِيهَا العِبَادَاتُ الَّتِي نُؤَدِّيهَا تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ كَمَا تَدْخُلُ فِيهَا المُعَامَلاتُ بَيْنَ العِبَاد. وَأَسَاسُ الصَّالِحَاتِ هُوَ الإِخْلَاصُ وَالوَعْي. فَإِنَّ العَمَلَ بِلَا وَعْيٍ بَاطِلٌ لَا يُقَرِّبُنَا إِلَى هَدَفِنَا.