
إِنَّ اللهَ الْخَالِقَ الْعَظِيمَ خَلَقَ العَالَمَ مِنَ الْعَدَمِ. فِي هَذَا الكَوْنِ الَّذِي نَحْنُ عَاجِزُونَ عَنِ اكْتِشَافِ أَسْرَارِهِ خَلَقَهُ اللهُ فِي أَحْسَنِ صُوَرِهِ لِعِبَادِهِ. أَعْطَى اللهُ هَذِهِ الدُّنْيَا أمَانَةً لِبَنِي آدَمَ الَّذِي جَعَلَهُ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ لِإِحْيَائِهَا وَبِنَاءِهَا. وَبَيَّنَ اللهُ تَعَالَى عَنْ هَذَا فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ: ﴿اِنَّا عَرَضْنَا الْاَمَانَةَ عَلَى السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ وَالْجِبَالِ فَاَبَيْنَ اَنْ يَحْمِلْنَهَا وَاَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْاِنْسَانُؕ اِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاًۙ﴾ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَمَرَنَا بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى البِيئَةِ الَّتِي نَعِيشُ فِيهَا بِالْحُبِّ، وَأَمَرَنَا أَنْ نُرَاعِيهَا. وَأَوْصَانَا اللهُ وَأَرْشَدَنَا إِلَى الاِبْتِعَادِ عَنِ الْإِسْرَافِ وَالْاِسْتِغْلَاَلِ وَالْمُبَالَغَةِ فِي اِسْتِخْدَامِ المَوَارِدِ الطَّبِيعِيَّةِ، كَمَا أَمَرَنَا بِهَذِهِ الرِّعَايَةِ فِي بَقِيَّةِ كَلِّ جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ حَيَاتِنَا.