خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: مَسَاجِدُنَا وَتَوْفِيرُ الطَّاقَة

30.09.2022
‏مُنْذُ أَبِينَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام، لَمْ يَمْضِ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ زَمَانٌ خَلَتْ فِيهِ عَنِ ‏الْاِبْتِلَاءِ وَالْاِمْتِحَان. وَهَكَذَا ظَلَلْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْل، نُوَاجِهُ ‏الْمَصَاعِبَ الَّتِي تَجُرُّهَا إِلَيْنَا هَذِهِ الْحَيَاة. وَلَا شَكَّ أَنَّ نَفْسَ الْأَمْرِ ‏سَيَصْدُقُ عَلَى أَوْلَادِنَا مِنْ بَعْدِنَا أَيْضًا. ‏

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: تَرْبِيَةُ الْأَجْيَالِ الصَّالِحَة

16.09.2022
‏إِنَّ مِنَ الْمَبَادِئِ الْأَسَاسِيَّةِ لِلْإِسْلَامِ؛ حِفْظُ هَذِهِ الضَّرُورِيَّاتِ الْخَمْس: ‏اَلدِّينُ وَالنَّفْسُ وَالنَّسْلُ وَالْعَقْلُ وَالْمَال. وَإِنَّ حِفْظَ النَّسْلِ خُصُوصًا، ‏بِمَعْنَى حِفْظَ أَوْلَادِنَا، يَحْمِلُ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَهَمِّيَّةً كَبِيرَة. وَلَا شَكَّ أَنَّ جَمِيعَ ‏الْآبَاءِ يَبْذُلُونَ مَا بِوُسْعِهِمْ لِحِفْظِ وَرِعَايَةِ أَطْفَالِهِمْ، طَالَمَا كَانُوا أَصِحَّاءَ لَا ‏يُعَانُونَ مِنْ مَشَاكِلَ نَفْسِيَّةٍ وَرُوحِيَّة. فَغَرِيزَةُ حِمَايَةِ الْأَوْلَادِ وَاللُّطْفِ بِهِمْ، ‏هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، مَنَّ بِهَا عَلَى جَمِيعِ الْكَائِنَاتِ، بِمَا ‏فِيهَا اَلْحَيَوَانَاتُ الْوَحْشِيَّة. وَبِفَضْلِ تِلْكَ الْغَرِيزَةِ يَتَنَاسَلُ كُلُّ الْأَحْيَاءِ ‏وَيَخْلُفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَتَبْقَى الْحَيَاةُ مُسْتَمِرَّةً عَلَى وَجْهِ الْأَرْض.

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة – اَلْمَسَاجِد: عُنْوَانُ التَّسَانُدِ الْاِجْتِمَاعِيّ

08.09.2022
إِنَّ الْإِنْسَانَ الَّذِي هُوَ أَشْرَفُ الْمَخْلُوقَاتِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، لَا يَقْدِرُ عَلَى ‏الْعَيْشِ بِمُفْرَدِهِ مُسْتَغْنِيًا عَنِ النَّاس. فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَائِنٌ اِجْتِمَاعِيٌّ بِطَبْعِه. ‏فَلَا بُدَّ حَتَّى يَعِيشَ عَيْشَةً صَحِيحَةً، أَنْ تَكُونَ لَهُ عَلاَقَاتٌ اِجْتِمَاعِيَّةٌ تَرْبِطُهُ ‏بِالنَّاسِ الْآخَرِينَ مِنْ حَوْلِه. وَهَكَذَا يَكُونُ الْإِنْسَانُ فِي جَمِيعِ جَوَانِبِ حَيَاتِهِ ‏مُحَاطًا بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعَلَاقَاتِ الْاِجْتِمَاعِيَّةِ، اِبْتِدَاءً مِنْ أُسْرَتِهِ الَّتِي يَنْشَأُ فِيهَا، ‏إِلَى سَائِرِ الْأَحْوَالِ الَّتِي يَتَوَاجَدُ فِيهَا. وَنَفْسُ هَذَا الْأَمْرِ يَنْطَبِقُ عَلَى الْجَانِبِ ‏الدِّينِيِّ مِنْ حَيَاةِ الْإِنْسَانِ أَيْضًا. فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَرْسُمُ وَيُشَكِّلُ لَنَا حَيَاتَنَا ‏الْاِجْتِمَاعِيَّةَ أَيْضًا. وَمِنْ أَهَمِّ مَبَادِئِ دِينِنَا الْإِسْلَامِ فِي هَذَا الْخُصُوصِ، مَبْدَأُ ‏التَّكَافُلِ وَالتَّسَانُدِ الْاِجْتِمَاعِيِّ بَيْنَ الْمُسْلِمِين. فَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ‎ ‎ﷺ بِسَبْع:‏ ‏«‎‎بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَنَصْرِ ‏الضَّعِيفِ، وَعَوْنِ الْمَظْلُومِ، وَإِفْشَاءِ السَّلاَمِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِم».[1] فَمِنَ الْوَاضِحِ أَنَّ هَذِهِ الْأُمُورَ السَّبْعَةَ كُلَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِتَنْظِيمِ عَلاَقَاتِ ‏الْمُسْلِمِينَ الْاِجْتِمَاعِيَّة.

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة – اَلتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّه

01.09.2022
إِنَّ الْإِنْسَانَ كَائِنٌ ذُو جَانِبَيْن، جَانِبٌ بَدَنِيٌّ وَجَانِبٌ رُوحِيّ. فَهُوَ لَا يَقْتَصِرُ ‏عَلَى كَيَانِهِ الْبَدَنِيِّ الْمَّادِّيِّ فَقَط. بَلْ إِنَّ أَصْلَهُ وَأَسَاسَهُ هُوَ الرُّوحُ الَّذِي ‏نَفَخَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِيه. فَلَا يَتَحَقَّقُ سَعَادَةُ الْإِنْسَانِ مَا لَمْ يُطَوِّرْ هَذَا الْجَانِبَ ‏الْأَسَاسِيَّ فِيهِ، وَمَا لَمْ يَكْشِفِ الْجَانِبَ الْمَعْنَوِيَّ فِي نَفْسِه. وَطَرِيقُ التَّقَدُّمِ ‏الرُّوحِيِّ والتَّطَوُّرِ الْمَعْنَوِيِّ هُوَ تَقْوِيَةُ عَلَاقَتِهِ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ ‏وَتَعَالَى. وَلَا بُدَّ لِذَلِكَ مِنَ التَّعَرُّفِ عَلَى الذَّاتِ الْإِلَهِيَّةِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ‏عَنْ طَرِيقِ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ؐ.

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة – ذِكْرُ الْمَوْت

25.08.2022
إِنَّ أَكْبَرَ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْنَا هُوَ أَنْ خَلَقَنَا وَأَوْجَدَنَا مِنَ ‏الْعَدَمِ وَأَكْرَمَنَا بِنِعْمَةِ الْحَيَاة. وَنَحْنُ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ نَعْلَمُ بِأَنَّ حَيَاةَ ‏الْإِنْسَانِ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَحَسْب. فَبَعْدَ هَذِهِ الْحَيَاةِ حَيَاةٌ ‏أُخْرَى أَبَدِيَّة. فَإِنَّ حَقِيقَةَ هَذِهِ الْحَيَاةِ الَّتِي لَا تَتَغَيَّر؛ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَمُوتُ يَوْمًا، قَالَ تَعَالَى‏: ﴿كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُون﴾.[1]

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة – مَفْهُومُ الْأَخْلَاقِ فِي الْإِسْلَام

18.08.2022
إِنَّ مَجْمُوعَ الْخِصَالِ وَالْأَوْصَافِ الَّتِي يَكْتَسِبُهَا الْإِنْسَانُ بِنَفْسِهِ أَوْ يَكُونُ مَوْلُودًا بهِا يُسَمَّى بِالْأَخْلَاق. فَامْتِلَاكُ الْخِصَالِ وَالْأَوْصَافِ الْحَسَنَةِ ‏يَجْعَلُ الْإِنْسَانَ خَلُوقًا. وَإِنَّ الْمَرْجِعَ الَّذِي يُحَدِّدُ لَنَا الْحَسَنَ وَيُمَيِّزُهُ عَنِ ‏القَبِيحِ، هُوَ فِي الْإِسْلَامِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةُ رَسُولِهِ ؐ. فَإِنَّهُمَا وَاحِدٌ لَا ‏يَنْفَصِلُ أَحَدُهُمَا عَنِ الْآخَر. وَلَقَدْ جَسَّدَتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ؐ جَمِيعَ ‏الْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي الْقُرْآنِ. إِذْ هُوَ ؐ مَبْعُوثٌ لِيُتَمِّمَ مَكَارِمَ ‏الْأَخْلَاق. وَسُنَّتُهُ ؐ هِيَ التَّطْبِيقُ الْعَمَلِيُّ لِمَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم‏. وَقَدْ سُئِلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ ؐ، فَقَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرآن. [1] فَالَّذِي يُحَدِّدُ مَفْهُومَ الْأَخْلَاقِ لَدَى الْمُسْلِمِينَ هُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ ‏وَتَعَالَى وَرَسُولُهُ ؐ.

خطبة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة – أَهَمِّيَّةُ الْعِلْم

11.08.2022
لَا شَكَّ أَنَّ الْعِلْمَ مِنْ أَهَمِّ الْأُمُورِ الَّتِي اِهْتَمَّ بِها الْإِسْلَام. وَإِنَّ كَلِمَةَ الْعِلْمِ ‏وَمُشْتَقَّاتِهَا وَرَدَتْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ حَوَالَيْ 750 (سَبْعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ) ‏مَرَّة. وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى قِيمَةِ الْعِلْمِ فِي الْإِسْلَام. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِي ‏بَيَانِ أَهَمِّيَّةِ الْعِلْمِ وَالْعُلَمَاء: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُون﴾.[1] وَقَال: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات﴾.[2] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾.[3]
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com