خطبة الجمعة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة ١/ ٨/٢٠٢٥– الوعي بمسؤولياتنا

31.07.2025
لَقَدْ مَنَحَ اللَّهُ تَعَالَى حُقُوقًا أَسَاسِيَّةً لِكُلِّ إِنْسَانٍ، وَمِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْحُقُوقِ حَقُّ الْخُصُوصِيَّةِ. فَإِنَّ الْجَسَدَ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ هُوَ مِنْ خُصُوصِيَّاتِ الْإِنْسَانِ وَهُوَ مَصُونٌ وَمُحَرَّمٌ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الْبَشَرِ. لَقَدْ بَيَّنَ الْإِسْلَامُ ثَلَاثَ مَجَالَاتٍ رَئِيسِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِالْخُصُوصِيَّةِ؛ خُصُوصِيَّةِ الْجَسَدِ، وَالْمَكَانِ، وَالْمَعْلُومَاتِ. خُصُوصِيَّةُ الْجَسَدِ هِيَ تُعْطِي الإِنْسَانَ حَقًّا فِي أَنْ يَحْفَظَ نَفْسَهُ مِنْ أَيِّ اعْتِدَاءٍ جَسَدِيٍّ أَوْ عُنْفٍ بَدَنِيٍّ. خُصُوصِيَّةُ الْمَكَانِ هِيَ تُعْطِي الْإِنْسَانَ حَقَّ أَنْ يَصُونَ مِسَاحَتَهُ الشَّخْصِيَّةَ وَعَدَمَ انْتِهَاكِ حُرْمَةِ الْمَكَانِ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ. أَمَّا خُصُوصِيَّةُ الْمَعْلُومَاتِ فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ لِمَا فِيهَا مِنْ جَمْعِ مَعْلُومَاتٍ خَاصَّةٍ عَنْ شَخْصٍ مَا أَوْ حِفْظِهَا اوْ نَشْرِهَا دُونَ إِذْنِهِ وَمُوَافَقَتِهِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة ١٨/ ٧/٢٠٢٥– الأخوة في الاسلام

18.07.2025
عِنْدَمَا يُطْرَحُ عَلَيْنَا سُؤَالُ "مَا مَعْنَى الْأُخُوَّةِ؟" يُعْطِي كُلٌّ مِنَّا إِجَابَةً مُخْتَلِفَةً. فَقَدْ يَقُولُ الْبَعْضُ الْأُخُوَّةُ فِي النَّسَبِ، أَوْ الْأُخُوَّةُ فِي الدَّمِ، أَوْ الْأُخُوَّةُ فِي الْإِنْسَانِيَّةِ، أَوْ الْأُخُوَّةُ فِي الدِّينِ. أَمَّا الْأُخُوَّةُ فِي دِينِنَا فَهِيَ لَا تَقْتَصِرُ فَقَطْ عَلَى الْإِخْوَةِ الَّذِينَ وُلِدُوا مِنْ نَفْسِ الْأَبَوَيْنِ، بَلْ لَهَا مَفْهُومٌ أَوْسَعُ وَأَشْمَلُ. اَلْأُخُوَّةُ فِي الْإِسْلَامِ هِيَ اَلْمَحَبَّةُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، اَلْأُخُوَّةُ وَفَاءٌ نَابِعٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أُرْسِلُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. الْأُخْوَّةُ هِيَ جَبْرُ خَوَاطِرِ النَّاسِ، وَكَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ تُقَالُ وَقْتَ الشِّدَّةِ. الْأُخُوَّةُ هِيَ مُشَارَكَةُ الْفَرَحِ وَالسَّعَادَةِ، وَالْمُوَاسَاةُ فِي الْحُزْنِ وَالْأَلَمِ. اَلْأُخُوَّةُ جِسْرٌ مِنْ الْأُلْفَةِ وَالْمَوَدَّةِ يَبْنِي بَيْنَ الْقُلُوبِ، وَيُزِيلُ الْمَسَافَاتِ وَالْحُدُودَ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة ١١/ ٧/٢٠٢٥– صلة الرحم طريقة إلى الجنة

11.07.2025
خَلَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْبَشَرَ مِنْ أُمٍّ وَأَبٍ، وَجَعَلَ لِصِلَةِ الدَّمِ وَالرَّحِمِ حُقُوقًا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. صِلَةُ الرَّحِمِ مِنْ الْأُمُورِ الَّتِي نَغْفُلُ عَنْهَا وَنُؤَجِّلُهَا أَحْيَانًا، لَكِنْ فِي الْحَقِيقَةِ صِلَةُ الرَّحِمِ رُكْنٌ أَسَاسِيٌّ مِنْ أَرْكَانِ دِينِنَا. وَصِلَةُ الرَّحِمِ فِي دِينِنَا تَكُونُ بِتَقْوِيَةِ وَإِحْيَاءِ رَوَابِطِ الْقَرَابَةِ، وَمُرَاعَاةِ حُقُوقِهِمْ، وَزِيَارَتِهِمْ. أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَاتَّقُوا اللّٰهَ الَّذٖى تَسَٓاءَلُونَ بِهٖ وَالْاَرْحَامَۜ اِنَّ اللّٰهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقٖيبًا﴾ وَقَدْ بَيَّنَ عُلَمَاءُ الِاسْلَامِ اسْتِنَادًا إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ أَنَّ قَطْعَ صِلَةِ الرَّحِمِ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة ٤/ ٧/٢٠٢٥– اليوم العاشر من شهر المحرم

04.07.2025
غَدًا بِإِذْنِ اللَّهِ نُدْرِكُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، الْيَوْمَ الْعَاشِرَ مِنْ شَهْرِ مُحَرَّمٍ لِعَامِ ١٤٤٧ه أَلْفٍ أَرْبَعٌ مِائَةٍ سَبْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ. شَهْرُ مُحَرَّمٍ مِنْ الْأَشْهُرِ الْأَرْبَعَةِ الْحُرُمِ وَالشَّهْرُ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ فِيهِ الْقِتَالَ. وَقَدْ وَصَفَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الشَّهْرَ بِقَوْلِهِ "شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ" وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى فَضْلِ هَذَا الشَّهْرِ وَبَرَكَتِهِ. لَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَضْلَ ذَلِكَ الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ بِقَوْلِهِ: ﴿اِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّٰهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فٖي كِتَابِ اللّٰهِ يَوْمَ خَلَقَالسَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ مِنْهَٓا اَرْبَعَةٌ حُرُمٌؕ ذٰلِكَ الدّٖينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فٖيهِنَّ اَنْفُسَكُم﴾ وَبَيَّنَ رَسُولُنَا الْكَرِيمُ فَضَّلَ هَذَا الشَّهْرِ بِقَوْلِهِ. «أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ» وَأَرْشَدَنَا إِلَى مَا يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَهُ فِي هَذَا الشَّهْرِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: قيمة الزمان واستغلاله

27.06.2025
الْوَقْتُ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ، فَالْوَقْتُ هُوَ الْحَيَاةُ. الْوَقْتُ يُقْضَى بِهِ أَعْمَارُ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ. وَهُوَ أَعْظَمُ كَنْزٍ لَدَى الْأُنْسَانِ، الَّذِي لَا يُعَوَّضُ بِشَيْءٍ. كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ وَيَتَطَوَّرُ وَيَزُولُ بِالْوَقْتِ. وَكُلُّ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَالْفُرَصِ، وَالْإِمْكَانِيَّاتِ الَّتِي تَجْعَلُ الِانِّسَانَ يَفُوزُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تُكْتَسَبُ مَعَ الْوَقْتِ. أقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَعْضِ السُّوَرِ بِالْوَقْتِ تَنْبِيهًا لِعِبَادِهِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْوَقْتِ فَقَالَ: "وَالْفَجْرِ"، "وَالضُّحَى" "وَاللَّيْلِ"، "وَالصُّبْحِ" وَأَرْكَانُ الْإِسْلَامِ كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ مُرْتَبِطَةٌ بِأَوْقَاتٍ مُحَدَّدَةٍ وَهَذَا زِيَادَةٌ فِي التَّأْكِيدِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ اسْتِثْمَارِ الْوَقْتِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: التعَاوُنُ والتَّضَامُنُ

20.06.2025
 لَا يُوجَدُ فِي الْإِسْلَامِ أَنَانِيَّةٌ؛ بَلْ أَقَامَ دِينُنَا الْأُخُوَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. اَلْمُجْتَمَعُ اَلْإِسْلَامِيُّ كَالْبُنْيَانِ، مُتَرَابِطٌ وَمَتِينٌ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المؤمن لِلْمؤْمن كالبُنْيان يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضا، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ» وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: حقوق الجار

12.06.2025
إِنَّ دِينَنَا الْإِسْلَامَ وَضَعَ قَوَانِينَ فِي كُلِّ مَجَالٍ فِي حَيَاتِنَا الِاجْتِمَاعِيَّةِ كَمَا وَضَعَ فِي حَيَاتِنَا الدِّينِيَّةِ. وَكَمَا قَرَأْنَا فِي بِدَايَةِ الْخُطْبَةِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَاعْبُدُوا اللّٰهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهٖ شَيْـًٔا وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبٰى وَالْيَتَامٰى وَالْمَسَاكٖينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبٰى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبٖيلِۙ وَمَا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْۜ اِنَّ اللّٰهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًاۙ﴾ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ يَذْكُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ أَمْرِ الْعِبَادَةِ أَهْلَ الْفَضْلِ وَالْحَقِّ مِنْ الْأَقْرَبِينَ وَالْمُحْتَاجِينَ. ذَكَرَ اللَّهُ كَلِمَةَ الْجَارِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى مَنْ يَسْكُنُ بِالْقُرْبِ مِنْكَ أَوْ أَيِّ مَكَانٍ مُجَاوِرٍ. وَكَمَا لِلْجَارِ عَلَيْكَ حُقُوقٌ وَوَاجِبَاتٌ فَإِنَّ لِعَلَاقَةِ الْجِيرَةِ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً فِي تَعْزِيزِ التَّكَافُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ وَلِسَعَادَةِ وَأَمَانِ الْأُسَرِ. الْعَلَاقَةُ الْحَسَنَةُ بَيْنَ الْجِيرَانِ تُشَجِّعُ عَلَى مُشَارَكَةِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ، وَتَقْلِيلِ الْحُزْنِ وَالْمِحَنِ. وَمَا أَفْضَلَ مَا قَالَهُ أَسْلَافُنَا "اشْتَرِ الْجَارَ قَبْلَ الدَّارِ" فَهِيَ عِبَارَةٌ بَلِيغَةٌ تُؤَكِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ اخْتِيَارِ الْجِيرَانِ قَبْلَ اخْتِيَارِ الْمَنْزِلِ.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com