
لَقَدْ مَنَحَ اللَّهُ تَعَالَى حُقُوقًا أَسَاسِيَّةً لِكُلِّ إِنْسَانٍ، وَمِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْحُقُوقِ حَقُّ الْخُصُوصِيَّةِ. فَإِنَّ الْجَسَدَ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ هُوَ مِنْ خُصُوصِيَّاتِ الْإِنْسَانِ وَهُوَ مَصُونٌ وَمُحَرَّمٌ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الْبَشَرِ. لَقَدْ بَيَّنَ الْإِسْلَامُ ثَلَاثَ مَجَالَاتٍ رَئِيسِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِالْخُصُوصِيَّةِ؛ خُصُوصِيَّةِ الْجَسَدِ، وَالْمَكَانِ، وَالْمَعْلُومَاتِ. خُصُوصِيَّةُ الْجَسَدِ هِيَ تُعْطِي الإِنْسَانَ حَقًّا فِي أَنْ يَحْفَظَ نَفْسَهُ مِنْ أَيِّ اعْتِدَاءٍ جَسَدِيٍّ أَوْ عُنْفٍ بَدَنِيٍّ. خُصُوصِيَّةُ الْمَكَانِ هِيَ تُعْطِي الْإِنْسَانَ حَقَّ أَنْ يَصُونَ مِسَاحَتَهُ الشَّخْصِيَّةَ وَعَدَمَ انْتِهَاكِ حُرْمَةِ الْمَكَانِ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ. أَمَّا خُصُوصِيَّةُ الْمَعْلُومَاتِ فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ لِمَا فِيهَا مِنْ جَمْعِ مَعْلُومَاتٍ خَاصَّةٍ عَنْ شَخْصٍ مَا أَوْ حِفْظِهَا اوْ نَشْرِهَا دُونَ إِذْنِهِ وَمُوَافَقَتِهِ.