خطبة الجمعة

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: قيمة الزمان واستغلاله

27.06.2025
الْوَقْتُ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ، فَالْوَقْتُ هُوَ الْحَيَاةُ. الْوَقْتُ يُقْضَى بِهِ أَعْمَارُ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ. وَهُوَ أَعْظَمُ كَنْزٍ لَدَى الْأُنْسَانِ، الَّذِي لَا يُعَوَّضُ بِشَيْءٍ. كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ وَيَتَطَوَّرُ وَيَزُولُ بِالْوَقْتِ. وَكُلُّ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَالْفُرَصِ، وَالْإِمْكَانِيَّاتِ الَّتِي تَجْعَلُ الِانِّسَانَ يَفُوزُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تُكْتَسَبُ مَعَ الْوَقْتِ. أقْسَمَ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَعْضِ السُّوَرِ بِالْوَقْتِ تَنْبِيهًا لِعِبَادِهِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْوَقْتِ فَقَالَ: "وَالْفَجْرِ"، "وَالضُّحَى" "وَاللَّيْلِ"، "وَالصُّبْحِ" وَأَرْكَانُ الْإِسْلَامِ كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ مُرْتَبِطَةٌ بِأَوْقَاتٍ مُحَدَّدَةٍ وَهَذَا زِيَادَةٌ فِي التَّأْكِيدِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ اسْتِثْمَارِ الْوَقْتِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: التعَاوُنُ والتَّضَامُنُ

20.06.2025
 لَا يُوجَدُ فِي الْإِسْلَامِ أَنَانِيَّةٌ؛ بَلْ أَقَامَ دِينُنَا الْأُخُوَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. اَلْمُجْتَمَعُ اَلْإِسْلَامِيُّ كَالْبُنْيَانِ، مُتَرَابِطٌ وَمَتِينٌ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المؤمن لِلْمؤْمن كالبُنْيان يَشُدُّ بَعْضُه بَعْضا، ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ» وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: حقوق الجار

12.06.2025
إِنَّ دِينَنَا الْإِسْلَامَ وَضَعَ قَوَانِينَ فِي كُلِّ مَجَالٍ فِي حَيَاتِنَا الِاجْتِمَاعِيَّةِ كَمَا وَضَعَ فِي حَيَاتِنَا الدِّينِيَّةِ. وَكَمَا قَرَأْنَا فِي بِدَايَةِ الْخُطْبَةِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَاعْبُدُوا اللّٰهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهٖ شَيْـًٔا وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبٰى وَالْيَتَامٰى وَالْمَسَاكٖينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبٰى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبٖيلِۙ وَمَا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْۜ اِنَّ اللّٰهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًاۙ﴾ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ يَذْكُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ أَمْرِ الْعِبَادَةِ أَهْلَ الْفَضْلِ وَالْحَقِّ مِنْ الْأَقْرَبِينَ وَالْمُحْتَاجِينَ. ذَكَرَ اللَّهُ كَلِمَةَ الْجَارِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى مَنْ يَسْكُنُ بِالْقُرْبِ مِنْكَ أَوْ أَيِّ مَكَانٍ مُجَاوِرٍ. وَكَمَا لِلْجَارِ عَلَيْكَ حُقُوقٌ وَوَاجِبَاتٌ فَإِنَّ لِعَلَاقَةِ الْجِيرَةِ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً فِي تَعْزِيزِ التَّكَافُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ وَلِسَعَادَةِ وَأَمَانِ الْأُسَرِ. الْعَلَاقَةُ الْحَسَنَةُ بَيْنَ الْجِيرَانِ تُشَجِّعُ عَلَى مُشَارَكَةِ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ، وَتَقْلِيلِ الْحُزْنِ وَالْمِحَنِ. وَمَا أَفْضَلَ مَا قَالَهُ أَسْلَافُنَا "اشْتَرِ الْجَارَ قَبْلَ الدَّارِ" فَهِيَ عِبَارَةٌ بَلِيغَةٌ تُؤَكِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ اخْتِيَارِ الْجِيرَانِ قَبْلَ اخْتِيَارِ الْمَنْزِلِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ: فرحتان في يوم

05.06.2025
الْيَوْمَ نَحْتَفِلُ بِعِيدَيْنِ؛ عِيدِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ. لَقَدْ صَلَّيْنَا مَعًا صَلَاةَ الْعِيدِ وَاسْتَمَعْنَا لِلْخُطْبَةِ، وَالْآنَ نَسْتَمِعُ لِخُطْبَةِ الْجُمُعَةِ وَبَعْدَ قَلِيلٍ نَقُومُ بِأَدَاءِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. مَازَالَ الْمُسْلِمُونَ يُضَحُّونَ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ أُضْحِيَّتَنَا. الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا عَلَى أَنْ بَلَّغَنَا هَذَا الْيَوْمَ الْمُبَارَكَ، وَجَمَعَ لَنَا بَيْنَ عِيدِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَرَزَقَنَا هَذِهِ السَّعَادَةَ. وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُعَلِّمِ الْأُمَّةِ الَّذِي بَيَّنَ لَنَا الْحِكْمَةَ مِنَ الْعِيدِ، وَعَلَّمَنَا كَيْفَ نَغْتَنِمُ عِيدَنَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ.

خُطْبَةُ الْعيد: عيد الأضحى: طاعة الله

05.06.2025
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَنَا مِنَ الْعَدَمِ، وَأَكْرَمَنَا بِنُورِ الْإِيمَانِ وَأَعَزَّنَا بِالْإِسْلَامِ، وَجَعَلَ الْأَعْيَادَ فِي الْإِسْلَامِ مَصْدَرًا لِلْهَنَاءِ وَالسُّرُورِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَلَّغَنَا عِيدَ الْأَضْحَى الْمُبَارَكَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة: الحج عرفة

30.05.2025
إِنَّ الرِّحْلَاتِ الدِّينِيَّةَ مِنْ أَقْدَمِ وَأَطْوَلِ الرِّحْلَاتِ فِي التَّارِيخِ. الْحَجُّ عِبَادَةٌ تُؤَدَّى فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ، وَهِيَ رِحْلَةٌ يَتَخَلَّى فِيهَا الْإِنْسَانُ عَنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَيَسْتَجِيبُ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى رَاجِيًا رِضَاهُ وَمَغْفِرَتَهُ. وَفِي كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْحَجِّ حِكَمٌ وَعِبَرٌ تَهْدِي حَيَاتَنَا إِلَى الْخَيْرِ. الْحَجُّ لَيْسَ مُجَرَّدَ أَدَاءِ مَنَاسِكَ، وَلَا عِبَادَةَ تُؤَدَّى بِالْجَسَدِ، بَلْ هُوَ رِحْلَةٌ رُوحِيَّةٌ تَتَجَاوَزُ حُدُودَ الْجَسَدِ إِلَى أَعْمَاقِ النَّفْسِ وَالْقَلْبِ.

خُطْبَةُ الْجُمُعَة ٢٣/ ٥/٢٠٢٥– سورة الفاتحة

23.05.2025
سُورَةُ الْفَاتِحَةِ هِيَ أَوَّلُ سُوَرِ الْقُرْآنِ، وَهِيَ دَلِيلُ الْقُرْآنِ عَلَى خَلْقِ الْإِنْسَانِ. وَمِنْ أَسْمَائِهَا الْأُخْرَى "أُمُّ الْكِتَابِ" تُعَرِفُنَا هَذِهِ السُّورَةُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنْ خِلَالِ صِفَاتِهِ الْعُلْيَا، وَتُعَلِّمُنَا كَيْفَ نُؤْمِنُ بِهِ وَنَعْبُدُهُ، وَتُرْشِدُنَا إِلَى الطُّرُقِ الَّتِي تُوَصِّلُ بَنِي آدَمَ إِلَى السَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. "الْحَمْدُ" هو الثَّنَاءُ عَلَى اللَّهِ بِصِفَاتِهِ الَّتِي كُلُّهَا أَوْصَافُ كَمَالٍ. "الرَّبُّ" السَّيِّدُ الْمَالِكُ الْمُصْلِحُ الْمَعْبُودُ بِحَقِّ جَلَّ جَلَالُهُ، يُرَبِّي، وَيُدَبِّرُ. "الْعَالَمِينَ" وَهُوَ كُلُّ مَوْجُودٍ سِوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "الرَّحْمَنِ" وَهُوَ الصِّفَةُ الثَّانِيَةُ لِلَّهِ فِي السُّورَةِ، وَتَعْنِي أَنَّهُ تَعَالَى ذُو الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي وَسَعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَعَمَّتْ كُلَّ حَيٍّ، وَكَتَبَهَا لِلْمُتَّقِينَ الْمُتَّبِعِينَ لِأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ. "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" لَا يَمْلِكُ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعَهُ حُكْمًا وَهُوَ مَالِكُ يَوْمِ الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ. وَهُنَا لَابُدَّ مِنْ الْوُقُوفِ عِنْدَ أَمْرٍ مُهِمٍّ فِي تَرْتِيبِ الْآيَاتِ حَيْثُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" يَعْنِي: إِيَّاكَ نُوَحِّدُ، وَنَخَافُ، وَنَرْجُو يَا رَبَّنَا لَا غَيْرَكَ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ عَلَى طَاعَتِكَ وَعَلَى أُمُورِنَا كُلِّهَا. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ طَلَبَ الْعَوْنِ مِنْ اللَّهِ مَشْرُوطٌ بِأَنْ يَقْبَلَ الْعَبْدُ أَوَّلًا عِبَادَةَ اللَّهِ بِإِرَادَتِهِ. فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنَالَ نِعَمَ اللَّهِ تَعَالَى فَعَلَيْهِ أَنْ يَسِيرَ فِي طَرِيقِ اللَّهِ.
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com