
الْحُقُوقُ مِنْ الْأُمُورِ الْأَسَاسِيَّةِ فِي دِينِنَا الْحَنِيفِ. لَقَدْ بَيَّنَ الْإِسْلَامُ حُقُوقَ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ بِشَكْلٍ دَقِيقٍ، وَحَدَّدَ لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَأَمَرَ بِأَدَاءِ الْحُقُوقِ إِلَى أَهْلِهَا وَنَهَى عَنْ انْتِهَاكِ الْحُقُوقِ. وَمِنْ أَعْظَمِ هَذِهِ الْحُقُوقِ حَقُّ الْعِبَادِ. فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلْقَ الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، وَكَرَّمَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا. وَلِذَلِكَ فَإِنَّ الْإِسْلَامَ رَاعَى حُقُوقَ الْإِنْسَانِ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ عِرْقِهِ وَلَوْنِهِ وَجِنْسِهِ، وَدِينِهِ، وَلُغَتِهِ، وَمَكَانَتِهِ. قَالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت» فَأَكَّدَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حُرْمَةِ الدِّمَاءِ وَالْأَمْوَالِ وَالْأَعْرَاضِ، وَأَنَّهَا مَصُونَةٌ حَتَّى نُلْقِيَ رَبَّنَا، وَأَنَّ مَنْ يَتَعَدَّى عَلَيْهَا سَيَكُونُ مِنَ الْخَاسِرِينَ فِي الْآخِرَةِ.