
إِنَّ الْبَشَرِيَّةَ تَقَدَّمَتْ كَثِيرًا فِي مَجَالِ التَّكْنُلُوجِيَا وَالْعِلْمِ، مُقَارَنَةً بِحَالِهَا فِي الْعُصُورِ السَّابِقَة. وَبِتَطَوُّرِ وَسَائِلِ التَّنَقُّلِ أَصْبَحْنَا نَقْطَعُ مَسِيرَةَ الشُّهُورِ فِي سَاعَاتٍ مَعْدُودَة. وَقَدْ وَطِئَتْ قَدَمُ الْإِنْسَانِ وَجْهَ الْقَمَرِ، وَأَرْسَلَتْ مَرَاكِبُ إِلَى كَوَاكِبَ أُخْرَى. وَكَذَلِكَ شَهِدَتِ الْبَشَرِيَّةُ فِي مَجَالِ الطِّبِّ تَقَدُّمًا كَبِيرًا، مِنْ زِرَاعَةِ الْأَعْضَاءِ إِلَى تَحْلِيلِ الْجِينَاتِ. وَالشُّعُوبُ - عَلَى اخْتِلَاَفِ ثَقَافَاتِهِمْ وَحَضَاَرَاتِهِمْ - نَالَتْ بِفُرْصَةِ التَّعَارُفِ وَالتَّقَارُبِ بِاخْتِرَاعِ وَسَائِلِ التَّوَاصُل. وَمَا لَمْ يَكُنْ مُتَخَيَّلاً قَبْلَ مِئَةِ عَامٍ، أَصْبَحَ النَّاسُ لَا يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ اليوم، وَيَرَوْنَهَا حوَادِثَ يَوْمِيَّةً عَادِيَّة.