
إِنَّنَا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الْأَخِيرَةِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَإِنْ كُنَّا نَعِيشُ سَعَادَةَ أَنَ وَفَّقَنَا اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا إِلَى الطَّاعَاتِ وَالْعِبَادَاتِ، فَإِنَّنَا فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ نَشْعُرُ بِالْحُزْنِ عَلَى اقْتِرَابِ وَقْتِ فِرَاقِنَا لِهَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَك. فَقَدْ كَانَ رَمَضَانُ كَأَنَّهُ أَحْيَانَا مِنْ جَدِيدٍ، وَذَكَّرَنَا بِقِيَمِنَا وَمَبَادِئِنَا، وَدَعَانَا إِلَى الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ وَإِلَى الرَّحْمَةِ بِعِبَادِهِ، وَالْمُشَارَكَةِ مَعَهُم. دَعَانَا رَمَضَانُ إِلَى الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ، وَأَرْشَدَنَا مِنْ جَدِيدٍ إِلَى طُرُقِ الْفَلَاحِ وَالسَّعَادَةِ فِي الدَّارَيْن. إِنَّ رَمَضَانَ أَحْيَا أَرْضَ الْقُلُوبِ الَّتِي كَانَتْ قَدْ أَجْدَبَتْ، وَرَبَطَ الْقُلُوبَ بِالْقُرْآنِ الْكَرِيم. وَمَنَحَنَا بِصَلَاةِ التَّرَاوِيحِ فُرْصَةَ الْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيْ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ فِي اللَّيَالِي، وَالْاِلْتِجَاءِ إِلَيْهِ سُبْحَانَه.