
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعْدَ أَنْ بَعَثَ نَبِيَّهُ ؐ بِدِينِ الْإِسْلَامِ لِيُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، قَدْ أَعْلَنَ أَنَّ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّهِ تَعَالَى، كُلُّهُمْ إِخْوَةٌ فِي الْإِسْلَام. قَالَ تَعَالَى: ﴿اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَة﴾.[1] وَإِنَّ رَابِطَةَ الْأُخُوَّةِ هَذِهِ هِيَ الَّتِي أَوْجَدَتِ الْأُمَّةَ الْإِسْلاَمِيَّةَ، وَرَبَطَتْ قُلُوبَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَنْحَاءِ الْعَالَمِ كُلَّهَا بِبَعْض، وَهِيَ الَّتِي تَكْفُلُ اِسْتِمْرَارَ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا. فَكُلُّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ تَعَالَى رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ ؐ نَبِيًّا وَرَسُولًا وَآمَنَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَهُوَ أَخٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ لَوْنِهِ وَلُغَتِهِ وَعِرْقِهِ. وَفِي هَذَا قَالَ ؐ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».[2]