
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَذَرْ عِبَادَهُ فِي الْأَرْضِ تَائِهِينَ، وَلَمْ يَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِم. وَإِنَّمَا تَوَلَّاهُمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ كُتُبًا وَهَدَاهُمْ إِلَى سَبِيلِ الْخَيْرِ وَالْفَلَاح. وَأَنْزَلَ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقُرْآن، اَلَّذِي يَحْتَوِي عَلَى مَسَالِكِ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَعَلَى مَبَادِئِ الْإِيمَانِ وَالْعِبَادَةِ، وَيَقُصُّ عَلَيْنَا أَحْوَالَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ، وَأَهْوَالَ يَوْمِ الْقِيَامَة. وَهُوَ الْهَادِي لِلْبَشَرِيَّةِ إِلَى سَعَادَةِ الدَّارَيْن، دَارِ الدُّنْيَا وَدَارِ الْآخِرَة.