
نَحْمَدُ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى أَنْ بَلَّغَنَا شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكَ مَرَّةً أُخْرَى. وَنَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنَّا بِقَبُولٍ حَسَن. لَقَدِ اجْتَهَدْنَا فِي هَذَا الشَّهْرِ فِي تَزْكِيَةِ نُفُوسِنَا، وَفِي تَزْكِيَةِ أَمْوَالِنَا، وَصَحِبْنَا الْقُرْآنَ الْكَرِيْمَ، وَتَدَبَّرْنَا آيَاتِهِ، وَقُمْنَا الْلَيَالِيَ وَنَاجَيْنَا رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. غَيْرَ أَنَّ حَالَنَا هَذِهِ يَنْبَغِي أَلَّا تَكُونَ خَاصَّةً بِهذَا الْمَوسِمِ فَحَسْب، بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَصْحِبَ هَذِهِ الْحَالَةَ طِوَالَ السَّنَة. يَقُولُ ؐ: «اَلصِّيَامُ جُنَّة».[1] بِمَعْنَى وِقَايَة. فَمَنِ الْتَزَمَ الصَّوْمَ خِلَالَ السَّنَةِ كُلِّهَا، فَقَدْ وَعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنْ يَقِيَهُ بِالصَّوْمِ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتّٰى يَأْتِيَكَ الْيَقٖينُ﴾.[2] فَعَلَيْنَا أَنْ نُلَازِمَ الصَّوْمَ بِجَمِيعِ أَعْضَائِنَا طِوَالَ الْعَام.