
إِنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ كُلَّ اَلْكَائِنَاتِ مِنَ الْعَدَمِ قَدْ مَنَحْنَا نِعْمَةَ الْحَيَاةِ . فَلَا شَك أَنَّ كُلَّ لَحْظَةٍ فِي حَيَاتِنَا ثَمِينَة. وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ هُنَاكَ أَوْقَاتاً خَاصَّةً يَغْدِق فِيهَا اَللَّهُ تَعَالَى فَضْلَهُ عَلَى عِبَادِه. فَشَهْرُ رَجَبَ وَشَهْرُ شَعْبَانَ وَشَهْرُ رَمَضَانَ أَبْوَابُ نِعَمٍ تُفْتَحُ لَنَا الْوَاحِدَةُ مِنْهَا تِلْوَ اَلْأُخْرَى. وَهَذِهِ اَلْأَوْقَاتُ الْاِسْتِثْنَائِيَّةُ تُؤَدِّي إِلَى سَعَادَتِنَا الْمَادِّيَّةِ وَالرُّوحِيَّةِ، وَإِلَى السَّلَامِ وَالسَّعَادَةِ الْأَبَدِيْــــيَّـنَ. فِيهَا لَيْلَةُ اَلْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ وَلَيْلَةُ اَلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَهِيَ كُلُّهَا تَدْفَعُنَا لِلتَّفَكُّرِ وَالتَّأَمُّل. وَشَهْرُ رَمَضَانَ يُزَكِّي أَرْوَاحَنَا وَأَمْوَالَنَا، وَيَبْلُغُ ذُرْوَةُ اَلْبَرَكَةِ بِنُزُولِ الْمَلَائِكَةِ إِلَى اَلْأَرْضِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر. وَلِهَذَا فَإِنَّ الْأَشْهُرَ الثَّلَاثَةَ وَقْتٌ لِمُحَسَابَةِ أَنْفُسِنَا، ووَقْتُ التَّفَكُّرِ ، وَقْتُ الْعَوْدَةِ إِلَى أُصُولِنَا ، وَتَقْوِيَةِ أرواحِنا.