
إِنَّ مَجْمُوعَ الْخِصَالِ وَالْأَوْصَافِ الَّتِي يَكْتَسِبُهَا الْإِنْسَانُ بِنَفْسِهِ أَوْ يَكُونُ مَوْلُودًا بهِا يُسَمَّى بِالْأَخْلَاق. فَامْتِلَاكُ الْخِصَالِ وَالْأَوْصَافِ الْحَسَنَةِ يَجْعَلُ الْإِنْسَانَ خَلُوقًا. وَإِنَّ الْمَرْجِعَ الَّذِي يُحَدِّدُ لَنَا الْحَسَنَ وَيُمَيِّزُهُ عَنِ القَبِيحِ، هُوَ فِي الْإِسْلَامِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةُ رَسُولِهِ ؐ. فَإِنَّهُمَا وَاحِدٌ لَا يَنْفَصِلُ أَحَدُهُمَا عَنِ الْآخَر. وَلَقَدْ جَسَّدَتْ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ ؐ جَمِيعَ الْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي الْقُرْآنِ. إِذْ هُوَ ؐ مَبْعُوثٌ لِيُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاق. وَسُنَّتُهُ ؐ هِيَ التَّطْبِيقُ الْعَمَلِيُّ لِمَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم. وَقَدْ سُئِلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ ؐ، فَقَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرآن. [1] فَالَّذِي يُحَدِّدُ مَفْهُومَ الْأَخْلَاقِ لَدَى الْمُسْلِمِينَ هُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَرَسُولُهُ ؐ.